عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وعليك السلام.. يا بلدى!

أكثر من 37 سنة هى حياتى حتى اليوم فى شارع الصحافة، وقبلها أيام الجامعة كنت أكتب فى مجلات الحائط ضد الرئيس أنور السادات، ودخلت السجن مع صديق العمر أحمد عبدالله رزق، ودفعت ضريبة صاحبة الجلالة، قبل أن أحترق بنورها ونارها!

وطوال تلك السنوات فى عهدى السادات ومبارك لم يمنعنى أحد من الكتابة، سوى صحفى نكرة شاءت الأقدار أن يكون رئيسى فيما بعد ثورة 25 يناير، ولم يكن ذلك بسبب موقفى أو موقفه السياسى، وإنما مجرد حقد النكرات وأنصاف المواهب!
وتوليت مسئولية رئاسة تحرير مجلتى «آخر ساعة» و«أخبار الحوادث» لأكثر من 15 سنة، وأشهد أننى لم أتلق يوماً أى أوامر «من فوق»، تمنعنى من نشر شىء أو كتابة شىء معين، وعندما سألت الدكتور أسامة الباز يوماً، لماذا أنا دون كل رؤساء التحرير فى مصر، لا أتلقى أية تليفونات من «الرجل الذى فوق»؟
قال لى الدكتور الباز بنبرته المميزة: لا تشكِ واحمد ربنا.. أنت لست فى حمل تليفون واحد!
وقبل ثورة يناير بشهور قليلة وضعت على غلاف «أخبار الحوادث»، صورة مبارك وتحتها عنوان كبير يقول: «مؤامرة ضد حسنى مبارك»، وقلت إن أطراف هذه المؤامرة هم أهل الثقة وأقرب الناس، وثعابين الحزب الوطنى، وبعض كبار رجال الأعمال.
ولم أشعر بالخوف يوماً فى عملى الصحفى، ولم يرتعش القلم أبداً

فى يدى، رغم التهديدات بقتلى وهى كثيرة، تلقيتها أولاً من تجار المخدرات ثم بعض الجماعات الدينية المتطرفة.
لم أخف يوماً من جهلاء الصحافة والحاقدين أنصاف المواهب، أو المنافقين المتسلقين وهم ليسوا قليلين، لكنى للأسف أعترف بأن الخوف تولانى هذه الأيام، ممن أسماهم الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، بـ«ميليشيات الظلام» وهم جبهة مظلمة ضخمة وحاقدة، بدأوا العمل فى الهجوم على كل من يخالفهم الرأى.
وميليشيات الظلام يمارسون نشاطهم الإرهابى سواء على الإنترنت أو صفحات الجرائد، ويقومون بعمليات اغتيال معنوى لأى قلم أو شخصية، تجرؤ على معارضتهم أو كشف عيوبهم ونقائصهم.
الحرب على حرية الرأى تزيد هذا الوطن انقساماً، وسوف تعيده إلى الخلف سنوات وسنوات، وكلمة الديمقراطية أصبحت تثير عندى الأسى والشفقة.
والأمر لا يبدو أنه سوف يتوقف، وظنى أنه سوف ترفع المزيد من الأقلام، وتجف المزيد من الصحف، وعليك السلام يا بلدى!