رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نغم..والعذاب.. طفلة تدفع حياتها ثمنا لانفصال أبويها

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تتحمل «أفكار» أن تعيش بعيداً عن رجل يحميها من أعين الذئاب البشرية التى تريد أن تنهش جسدها، بعدما حملت لقب مطلقة وانفصلت عن زوجها الذى أنجبت منه 4 أبناء، أصغرهم «نغم» 4 سنوات، نجحت فى الزواج من سائق، كتب نهاية طفلتها الصغيرة بعد شهور قليلة من ارتباطهما، بسبب تبولها اللاإرادى.

داخل شقة صغيرة فى منطقة بولاق الدكرور وافقت أفكار أن تعيش بداخلها مع زوجها الثانى، الذى رأت فيه سنداً لها وقبل أن يتزوج منها رغم وجود 4 أبناء فى رعايتها نتيجة الزيجة الأولى، لم تمر أيام قليلة على الزواج وبدأ الزوج يمارس هوايته فى الضرب والاعتداء على أبناء زوجته بحجة تربيتهم.

أوسع الأبناء  ضرباً، إلا أن «نغم» الصغيرة كان لها النصيب الأكبر من حفلة تعذيب زوج والدتهم بعد أى خطأ يرتكبونه، ولم تدرك الأم وزوجها أن الأطفال فى تلك السن يحتاجون إلى رعاية خاصة.

على مدار الفترة الماضية، عانت والدة «نغم» من تبول صغيرتها على الفراش بشكل لا إرادى، ذلك الأمر الشائع بين الأطفال فى المرحلة فى تلك الفئة العمرية لكنها لم تحاول مراجعة الطبيب لمعرفة كيفية التعامل مع حالة طفلتها الصغيرة، ولجأت إلى الحل الأسهل وهو ضربها، والتعذيب والتأنيب ولا تدرى أن الطفلة لا تعى كل ما يحدث سوى الألم الذى تعانيه وتزداد حالتها سوءًا.

بمرور الوقت وتكرار الأمر، امتد العقاب من قبل زوج الأم أيضاً، فكان ينهال بالضرب على الطفلة الصغيرة غير عابئ بصرخاتها «علشان تبطلى تعمليها على السرير» إلا أن ثمة جديدًا طرأ على سيناريو تكررت أحداثه مرات عدة مساء ذلك اليوم المشؤوم.

دخلت زوجته عليه تخبره بأن ابنتها «نغم» تبولت على فراشها مرة أخرى، لينهض من على كرسيه، ويمسك حزاماً يعتدى بها على الملاك الصغير، دون شفقة أو رحمة حتى خارت قواها الصغيرة، وأسلمت روحها إلى بارئها، دون أى ذنب ارتكبته، سوى أنها ضحية ظروف لا دخل لها بها ظروف مرضية تحتاج إلى العلاج لا القتل.

بعد تأكدهما من موت الطفلة وقف الزوجان إلى جوار بعضهما ينظران إلى مصيبتهما، لا يدريان كيفية الخلاص من تلك الجريمة التى ألمت بهما، لكن قفزت إلى ذهن الزوجة فكرة جهنمية لإنقاذ زوجها من حبل المشنقة، وحملت طفلتها إلى المستشفى، وراحت تذرف الدموع حزناً على طفلتها التى ادعت أنها سقطت من على السلم أثناء لهوها. ولفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المستشفى.

بدأ الطبيب فى فحص جسد الصغيرة لكنه لم يقتنع بروايتها وشاهد آثار تعذيب واضحة وعلامات ضرب على جسدها، الضعيف فشلت الأم فى إقناع الطبيب بسقوط الطفلة من أعلى سلم العقار، فأبلغ نقطة الشرطة المتواجدة بالمستشفى عن اشتباهه فى واقعة قتل وتعذيب لطفلة، بعد أقل من

نصف ساعة حضرت قوة أمنية لمعاينة جثة الطفلة وبدأت سؤال الزوجين عن كيفية وقوعها وإصابتها، وأثناء ذلك كان هناك فريق آخر يجمع التحريات عن الأسرة الصغيرة.

بدأت الأم فى سرد أحداث إصابة طفلتها لكنها أخذت تتلعثم فى الحوار وتبدل فى أقوالها، ما أعطى انطباعاً مؤكداً لدى رجال المباحث بأنها تخفى سراً داخلها، وفى الوقت نفسه كان رجال التحريات اكتشفوا أن زوج الأم دائم التعدى على الأطفال، فتم اصطحابهما إلى قسم الشرطة لاستكمال استجوابهما.

داخل قسم الشرطة بدأ رجال المباحث فى إعادة مناقشتها، وعن سبب آثار التعذيب على جسد ابنتها، لتنهار أمامهم معترفة بأن زوجها وراء الواقعة، وأنها اختلقت تلك الكذبة خوفاً عليه من دخول السجن «ما صدقت ألاقى راجل يتحملنى أنا وعيالى»، وتابعت أن زوجها اعتدى عليها بالضرب بسبب تبولها اللا إرادى، وكثرة بكائها. ماتت «نغم» الصغيرة تحت وطأة تعذيب زوج أمها الذى انعدمت من قلبه الرحمة.. قتلها دون ذنب جنت سوى أنها مريضة بمرض لا إرادة لها فيه سوى الظروف التى عانتها من قسوة وألم وانفصال والديها وأصابتها بحالة نفسية جعلتها تبول لا اراديا.. وبدلًا من علاجها واحتضانها وعلاجها وحل مشاكلها.. أذاقها زوج الأم جميع ألوان العذاب حتى القتل.. حتى الموت تعذيباً.. أسلمت روحها لخالقها شاكية من عذابات الدنيا.. تشكو لخالقها.. ماذا جنت 4 سنوات هو عمرها.. لم تعشه كطفلة بل عاشته كمعذبة فى الأرض.. لم تذق فيه حنان الأم أو عطف الأب.. أتت للدنيا لتجد والديها كلاً فى طريق لا تشبع من الحنان أو العطف أو حتى الطعام أو النوم كل حياتها توتر وعذاب ولوم ومرض وجاء زوج أمها ليذيقها كل يوم صنوفًا من العذاب والألم.. ماتت «نغم» دون ذنب.. ماتت «نغم» لتشدو فى السماء أنشودة عذابها فى الدنيا.