عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة أم معبد التي حلب الرسول شاهها في رحلته للهجرة

هجرة الرسول - تعبيرية
هجرة الرسول - تعبيرية

يحتفل العالم الإسلامي اليوم، بالعام الهجري الجديد، وبمرور 1440 عامًا على الهجرة النبوية المباركة، التي أمر بها رسول الله، ليقيه الله شر كفار مكة، ويحفظ دعوته الإسلامية، من بطش قريش.

ومن المعروف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، لاقى صعابا أثناء رحلة هجرته، ومعه رفيقه أبو بكر الصديق، ودليل الطريق عبدالله بن أريقط، من موقف غار ثور، وما رغب به سراقة بن مالك، إلا أن الله حمى حبيبه محمد، الذي اصطفاه للتبليغ بالإسلام دينا للعالمين.

ومن المواقف التي مر بها الرسول في طريق هجرته إلى يثرب، ولا يعرفها الكثيرون، هي قصة موقف أم معبد، واسمها "عاتكة"، تلك السيدة الفقيرة، صاحبة خيمة وجدها الرسول ورفيقه في الطريق، بعد أن اشتد بهم العطش والجوع، فاتجهوا إليها، وسألوها إن كان لديها ماء أو لبن، فقالت ما عندي شئ.

ووفقا لما ورد في كتاب الشمائل المحمدية، لصاحبه الترمذي، فإن هذا هو ما دار بينهم من حوار، إذ سألاها عن شئ يأكلانه، فلم يجدا شيئا، فنظر النبي في جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: يا أم معبد.. هل بها من لبن؟ قالت: لا.. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)
 فقال: أتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد في شاتها، فدرّت واجترّت، فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب آخرهم، ثم حلب ثانيًا، وتركه عندها، وارتحلوا عنها.
وبعد قليل، جاء زوجها أبو معبد، يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة عازب بعيدة عن المرعي، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ في البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت:

إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ

به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَدر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (كلامه بيّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفى آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (يحفه الناس ويخدمونه) لا عابس ولا مُفنّد (ضعيف الرأي) فقال أبو معبد:
هو واللَّه صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً"، ثم أعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى يلحقا برسول الله في المدينة، وبالفعل أسلما هناك، وأضاء الله قلوبهما بنور الإسلام.