تشاكا وشاكيري.. الاحتفال بعز الألبان في ليلة إسقاط الصرب
كتب - محمد موسى:
ربما لم يكن يعلم أغلب متابعي مباراة صربيا وسويسرا أن طريقة احتفال نجمي الفريق السويسري تشاكا وشاكيري بهدفيهما في المباراة لها أبعاد أخرى بعيدة كل البعد عن كرة القدم، وأن معاني سياسية جسدها الاحتفال في ليلة إسقاط الصرب على ملعب كاليننجراد.
جرانيت تشاكا وشيردان شاكيري وإن كان جمعهما القميص الأنيق للفريق السويسري، فإن صلة الدم التي تربطهما أقوى وأكثر متانة، فكل من الرجلين ينحدر من أصول ألبانية، وما في قلوب الألبان تجاه الصرب كثير وكثير جدًا، "تشاكا وشاكيري" احتفلا بهدفيهما اللذين يُقربان منتخب صربيا من توديع المونديال بتشبيك أيديهما كما لو كانت نسرين وهي العلم التاريخي لألبانيا.
الصور أظهرت تشاكيري وهو يزين حذاءه بعلم كوسوفو
وكشف تقرير لصحيفة مترو الإنجليزية أن "رجب" والد "تشاكا" كان ألباني- كوسوفي، وأمضى ثلاثة أعوام والنصف في السجن على خلفية احتجاجه على الحكم اليوجوسلافي لكوسوفو، من المعروف أن حرب البلقان التي تورطت فيها صربيا أجبرت العديد من العائلات الألبانية من النزوح الى بلدان أوروبا الغربية ومنها سويسرا.
فلاديمير بيتكوفيتش مدرب سويسرا أبدى عدم رضاه بتصرف نجمي فريقه، فقال:"لا يجب خلط السياسة بالرياضة، يجب أن تُظهر الاحترام دائمًا"، وتابع :"أنها أجواء عظيمة وتجربة إيجابية وهذا ما يجدر أن تكون عليه كرة القدم".
ومن جانبهم، رفض الجانب الصربي التعليق على حركة الثنائي الألباني، حيث قال المدرب الصربي ملادن كراسيتش :"ليس لدي أي تعليق، أنا لا أتحدث في مثل هذه الأمور، أنا رجل رياضي، وهذا ما سوف أستمر في عمله".
بالرجوع لأربع سنوات الى الوراء وتحديدًا الى
مشاعر الكراهية تجاه الصرب لدى الألبان تاريخية، فمع سيطرة الصرب على كوسوفو ذات الأغلبية المسلمة تنامت الرغبة في الاستقلال، وهو ما تجسد في تشكيل جيش تحرير كوسوفو، الذي تعرض لردات فعل عنيفة من القوات الصربية خلفت الكثير من القتلى ومن بينهم مدنيون، قبل أن يتدخل حلف الناتو في 24 مارس 1999، وبدأ بقصف يوجسلافيا (صربيا ومونتينجرو) لمدة 78 يومًا، وتم التوصل لاتفاق بانسحاب القوات الصربية، وأعلنت كوسوفو استقلالها رسميًا عن صربيا في 2008.