رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حزن المسلمين على البابا طمأن المسيحيين

بوابة الوفد الإلكترونية

بين الحزن على وفاة البابا شنودة الثالث وخوف الأقباط من المستقبل في ظل صعود التيار الإسلامي بعد ثورة يناير، سعت صحف بريطانية وأمريكية لرصد الحالة في مصر بعد رحيل بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خاصة أن مصر تقترب من نهاية مرحلتها الانتقالية التي شابها الكثير من التوتر بين قطبي الحياة (المسلمين والمسيحيين)، الأمر الذي ضاعف مخاوف الأقباط على مستقبلهم بدون "حارسهم الأمين"، وهو ما سعت القيادة السياسية في مصر لطمأنتهم بزيارة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومختلف طوائف الشعب للكاتدرائية لتقديم واجب العزاء.

ففي عددها الصادر اليوم الاثنين قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية الملايين من المسيحيين في أنحاء مصر أصيبوا بحالة من الحزن الشديد بعد وفاة البابا شنودة - الذي توفي السبت عن عمر يناهز 88- وقاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأكثر من 40 عاما، أصبح خلالها الزعيم الروحي والاجتماعي والسياسي وفي بعض الأحيان الذي يقوم بحراسة حقوق المسيحيين في مصر.

ونقلت الصحيفة عن "بطرس جاد الله"، وهو صائغ القبطية قوله: "لقد تركنا في وقت صعب للغاية، والبلد كله بشكل عام، وحتى بعض المسلمين يخافون من المستقبل السياسي، ناهيك عنا نحن..لقد كان وجوده في الحالات الحرجة للأقباط دائما حاسم، لكننا نعلم أن الله سوف يتركنا في يد شخص آخر آمنة".

وقال نبيل كمال: "لقد نظرت دائما للبابا شنودة مثل عراب، يمكن أن نختلف مع والدي الحقيقي لكن ليس مع البابا .. كانت له آراء حول الدين ومختلف جوانب الحياة، وأوامره مقدسة لي وللأقباط، ليس لأنه البابا، إنما لأنه كان منطقيا، ومقنعا إلى حد كبير في كل شيء قاله أو فعله".

وأوضحت الصحيفة أنه شنودة في الآونة الأخيرة، سعى لتهدئة التوترات الدينية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، والذي أثار موجة من الاشتباكات

الطائفية، والكثير يشعر بالقلق بشأن ما إذا كان خليفته سيكون لها سلطة معنوية وسياسية لقيادة الكنيسة في الأوقات الصعبة بشكل متزايد، ومع تشكيل الإسلاميين للأغلبية في البرلمان، وتشكيلهم ثلاثة من بين المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسة، يخشى الأقباط على مستقبلهم، وحقوق الإنسان في مصر هشة للغاية، رغم المرشحين الإسلاميين تعهدوا بأن فرض الشريعة، سوف يوفر المساواة للمسيحيين والجاليات الأخرى، وسعى قادة البلاد والمسلمين لتهدئة مخاوف الأقباط بإعلان الحداد على البابا شنودة وحرصهم على إظهار تضامنهم مع المسيحيين.

أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقالت: إن وفاة شنودة الثالث رغم أنه زاد المخاوف بين الأقباط من أن يواجهوا التمييز بعد أن صارت الأحزاب الإسلامية أكثر قوة، إلا أن التضامن الذي قدمه المصريون المسلمون حكومة شعبا خفف من حدت هذه المخاوف.

وتنقل الصحيفة عن شاب قبطي يدعى أشرف قوله: "إن وجود البابا شنودة جعلنا نشعر بأننا محميون.. أشعر أن حامينا قد رحل، الله يعلم ما الذي سيحدث"، إلا أن التضامن الكبير وتوافد المسلمين على الكنيسة لتقديم واجب العزاء خاصة قادة المجلس العسكري، هدأ من مخاوف الاقباط، فقد اشتهر البابا شنودة بأنه قائد قبطي حذر، تعامل لأربعة عقود مع الحكومة المصرية.