قرص الرحمة .....حلاوة الفوز !
الكل يهرع ، يسابق الساعة فالوقت من ذهب ، والفرصة إذا أتت ولم يستغلها ، فلن يلوم إلا نفسه ، توقعت أن يدورهذا الحوار بين أحد المرشحين وبين أسرته
- مارأيكم...... قررت أرشح نفسى رئيسا للجمهورية ، وأنتشلكم من الفقر ، وبالتالى نقبّ على وش الدنيا ،
ونعيش يومين فى القصر الرئاسى ، هناك ذهب ياقوت مرجان ، وسوف تتهافت علينا القنوات الفضائية ، ونصبح حديث القاصى والداني ، للشهرة مذاق وبريق كم حرمنا منه العهد البائد ، لم أكن أحلم قبل الثورة ، أن أصبح الرئيس القادم لمصر المحروسة ، شعور عظيم حققته لنا ثورة يناير المجيدة ياأولاد
- فترد أم الأولاد لست أقل من الستمائة ، الذين قرروا هم أيضا الترشح يازوجى العزيز ، ربنا يبارك فى عيال التحرير، جابوا الحرية ، واللى قالوا عليها ديمقراطية
فسر على بركة الله ، وببركة دعواتى ، ودعوات الوالدين كسبان كسبان ، كلنا معك الأهل والجيران ، الذين لن ينسوا فضلك ، كم تعاونت مع الصغير قبل الكبير ، فى دفن موتانا وموتاهم ، لكن لاتنس أبناء حتتنا ، وإلا لن نسلم من اللوم ، وضع سكان المقابر المجاورة قبل مقابرنا فى أولوياتك ، وإلّا سنتهم بقلة الأصل ، وليطمئن قلبك سوف يستجيب الله ، ويحقق أمانينا ، أنت رجل طيب لم تؤذ أحدا يوما ما ، والكل يشهد لك بالتعاون والعطاء فأنت لاتكل ولاتمل ، وأما من جهة الترشح فثوابك عند الله ،عندما تنتشل البلد من الغرق .
الى هنا انتهى الحوار
لن أقول كارثة ، بل أقول أم المصائب على وزن أم المعارك " لصدام حسين " والتى انتهت بأم المجازر ، لأنه صدق نفسه ولم ينظر إلّا تحت قدميه
هكذا نحن فى سباق الرئاسة لدولة بحجم مصر ، لدولة انحنى العالم لشعبها تبجيلا ، المصيبة أن الكل لايعرف قيمة مصر ، التى أصبحت مطمعا ليس من الخارج ،بل من الداخل أيضا ، الطمع الذى وصل الى حد تمزيق أوصالها دون رحمة ، ولم لا ألم نأت ببرلمان ثار حديث العالم فى الجدل العقيم والتوصيات الفاشلة ؟ والأداء الباعث على الضحك الى حد البكاء
مستخدمين مفردات لاتليق ببرلمان الثورة ، وتذاع جلساته على الهواء ، يتابعها العالم بأسره ، هل يليق أن يتلفظ أحد الأعضاء ردا على عضو آخر
( إحنا قاعدين على المصطبة ) ؟ وآخر وجّه لكمة لصحفى فأصابه بكدمات فى وجهه ثم وقف ليعتذر ، ونائب هو فى الأصل طبيب ، نسى فوطة فى بطن سيدة عندما وضعت طفلها
برلمان خذل مصر ، وهذا ماجعل الشباب يقيمون برلمانا موازيا ، ومجلسا استشاريا موازيا ، الشباب الذين ضحوا وقتلوا فى التحرير ، ومنهم من فقد بصره ، أو أصيب إصابات بالغة ، ومازال هناك العديد من المفقودين لايعلم مكانهم إلا الله ، الشباب خرجوا من الثورة صفر اليدين ، سرقت أحلامهم رغما عنهم ، وهم أصحاب الفكرة والتنفيذ
الوضع على كل الأصعدة يتردى كل يوم سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا ، إذن ليس من العجب أن يحكم مصر ، حفار القبور ، والحلوانى ، والقهوجى ، أو مرشح البانجو والذى ربما اعتمد على أصوات المدمنين ووضع فى برنامجه الإنتخابى ، لفة بانجو لكل مسطول
مرشح يرتدى الجلباب والكوفية على شبشت الحمام ، مرشح يقود التروسيكل بنفسه ، ويسرع مهرولا ليلحق مارثون الرئاسة !!!
والسؤال الذى يطرح نفسه هل لو نجح التربى فى سباق الرئاسة ، أو دخل إعادة مع البعض الزملاء أمثال عبدالمنعم أبو الفتوح أو عمرو موسى أو حازم أبو اسماعيل، هل سيوزع قرص الرحمة على الشعب حلاوة الفوز ؟