رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيطان.. لماذا أحرق أوراقهم؟

الشيطان لا يعظ، ولا يهدى إلى خير، ولا يعطى بلا ثمن، إغواؤه لبنى آدم لا يخضع للمصادفة بل للتخطيط، إذا منحه لحظة شهوة محرمة كان ثمنها الندم وغضب الله، وإذا اجتذبه للمال الحرام الوفير، كان الثمن خراب ودمار الحياة هذا الانسان فى الدنيا ولو بعد حين، وأصبح جسده كلأً للنار فى الآخرة، وإذا أغواه بارتكاب أى حرام فى الخفاء بترسيخ

الاعتقاد الكاذب لديه فإنه بمنأى عن علم الله كما هو بمنأى عن عيون البشر، فضحه وكشف ستره، ليسخر من بنى آدم الذين اتبعوا إغواءه وهو يتبرأ منهم لأنهم لم يتقوا الله عن علم الغيب.

لست أرتدى عباءة الشيخ الواعظ بهذا الاستهلال، لكنى أرصد عمل الشيطان الأكبر «أمريكا» مع أبناء مصر، هؤلاء المتوزعون بين المنظمات والجمعيات الاهلية، الذين صدقوا «عن جهل أو عن علم لأهداف شخصية» مزاعم أمريكا، ورفعها شعارات الحرية والديمقراطية، ورغبتها المعلنة «الكاذبة الأهداف» فى مساعدة مصر للتحرر من براثن الظلم والقهر وتحقيق الديمقراطية الحقيقية، فكانت جيوبهم وحسابات ومنظماتهم اوعية لاستقبال ملايين الدولارات، تحت مزاعم الدعم والتنشيط والحماية لحقوق الانسان وحقوق «البذنجان».

أكثر من 401 جمعية أهلية حصلت على تمويلات أمريكية، و40 مليون دولار حصلت عليها جمعيات منذ 25 يناير الماضى فقط، أى أكثر من 240 مليون جنيه، وأثبتت هيئة القضاء المنتدبة من وزارة العدل للتحقيق فى التمويل الاجنبى لتلك المنظمات، أن 10 منظمات على الأقل تلقت أموالا بهدف زعزعة الاستقرار القومى وتكدير صفو الرأى العام، والبقية تأتى، فهل اعتقد هؤلاء وهم يتلقون الاموال ان الشيطان الامريكى تاب عن أهدافه الخبيثة فى مصر والشرق الأوسط عامة ليدفع ملايين لوجه الله ومصر، وهل يتماشى الدعم الأمريكى المغلف فى ثوب الحقوق الإنسانية مع دعمها المطلق لإسرائيل بكل قواها من مال وسلاح لفرض الهيمنة على العالم العربى ونصرتها خاصة على مصر وفلسطين؟، وهو سؤال يقودنا إلى المقابل الحقيقى الذى حصلت عليه أمريكا من هذه الجمعيات أمام ملايينها، سواء التقارير.. المعلومات.. الأبحاث.. والدراسات المصرية الخالصة، التى تمس الصميم المجتمعى والاقتصادى والسياسى، والتحولات الاجتماعية فى مصر قبل الثورة وأثناءها وحتى الآن.

والسؤال الاهم، لماذا أحرقت أمريكا الآن أوراق معظم هؤلاء أمام الشعب المصرى، وفضحتهم عمدا عبر التسريبات الاستخباراتية لويكيلكس والوكالة الأمريكية الإخبارية، هل لانه لم يعد لهم فائدة، أم أنهم خذلوها فلم يقدموا لها اما أرادت، أم أنها استخدمتهم فترة وحين فقدوا أهميتهم، استعملتهم كسلاح أخير لنشر

أسباب الفوضى والتخوين وبث فيروس عدم الثقة الذى انتشر فى نشاط منذ ثورتنا المجيدة بين الفصائل السياسية والعناصر النشطة على الساحة.

وأتساءل، لماذا تغضب وتثور هذه المنظمات والجمعيات أمام مطالبتها بالشفافية فى تمويلاتها وعملها واتصالاتها، ألسنا فى زمن المصارحة والشفافية التى تنادى به هذه المنظمات نفسها، فى اكبر الدول زعما للديمقراطية والحرية «أمريكا ومن خلفها أوروبا»، تم وضع مئات التنظيمات والمؤسسات الإسلامية تحت المراقبة عقب أحداث 11 سبتمبر الإرهابية على أمريكا، بل تم عمل قوائم سوداء لهم، وتمت مصادرة أملاك وانشطة وجمدت أموال، ووضعت التحويلات البنكية لهذه المنظمات تحت المراقبة، ولم تتحرك دول عربية أو إسلامية، ولا منظمات حقوقية بمصر اعتراضا على هذه الإجراءات الامري- أوروبية، وكانت هناك موافقة شبه ضمنية بحق هذه الدول فى تأمين نفسها من المنظمات المشبوهة.

فلماذا نضج الآن ونغضب ونحن فى وقت تتوزع فيه تهم التخوين والعمالة وعدم الثقة، حين يطالبنا الآخرون بإثبات أننا شرفاء، لماذا نرفض أن نضع أعمالنا الحقوقية تحت ضوء الشمس، ونعلن عن مصادر تمويلنا، والأهداف التى ستنفق عليها، وأرى فى هذا أن تحرك البنك المركزى المصرى حيال البنوك الأخرى العاملة بمصر، ومطالبته بتزويده بالتحركات البنكية والتحويلات للجمعيات والمنظمات الأهلية خاصة القادمة من الخارج، إجراء متأخر جدا، وكان يجب السير فيه منذ اندلاع ثورة يناير، وتصاعد أصابع الاتهام والعمالة إلى مئات الأشخاص وعشرات الجمعيات والحركات، وإذا كان سيتم رصد التحويلات، فكيف سيتم رصد الجيوب المصرية والحقائب التى تمتلئ بالدولارات فى سفريات بعض من هؤلاء للخارج، يا سادة، الشرفاء لا يعملون فى الظلام، وقد أحرق الشيطان الأمريكى أوراقكم.