الخروج على الحاكم
هل يجوز الخروج على حكم الرئيس مبارك؟، هل من مانع دينى يحرم الخروج علي الحزب الوطني الحاكم؟، وهل هذه الموانع تعتمد على نصوص الكتب السماوية أم على تفسير وتأويل المشتغلين بالخطاب الديني؟، بمعنى آخر هل يجوز الخروج على الحاكم الجائر؟، وما هو حد الجور الذى نخرج معه على الحاكم؟، وهل الله عز وجل حرم الخروج على الحكام؟، وما هى حكمته سبحانه وتعالى في أن يعيش البشر أذلاء تحت القهر والفقر والفساد والديكتاتورية؟، ما هي حكمته في أن يموتوا جوعا أو كمدا أو تحت التعذيب في المعتقلات؟، ما هي حكمته سبحانه وتعالى في أن يضحى بالكثرة من أجل فرد جائر أو فاسد؟
لا أخفى عليكم الأسئلة كثيرة، ومن المؤكد أنني لن أستطيع التوصل لإجابات عنها جميعا، وربما قد نتفق على بعض الإجابات، وربما نختلف ونتناقض، لكن يجب ان نعلم أننا فى النهاية نحاول التفكير معا، ونحاول اعادة النظر مرة أخرى في الخطاب الدينى الخاص بالخروج على الحاكم، وهو من حقنا جميعا، لأنه ليس من المعقول أن الله عز وجل حكم على البشرية بأن تخضع وتقبل القهر والتسلط، فهو عز وجل قد أباد العديد من القرى أو من الأنظمة الحاكمة بسبب فسادها وكفرها، كما أنه عز وجل دفع برسله وأنبيائه لكي يدعوا إلى التغيير والخروج على الأنظمة الفاسدة الكافرة، والذي يعيد قراءة قصص الأنبياء يكتشف أن معظمهم، إن لم يكن جميعهم، كانوا يحاولون تغيير نظام الحكم، سواء كان هذا النظام قبلياً أو مؤسسياً، وأن بعضهم نجح بالفعل في الخروج على الحاكم وغيروا نظام الحكم، وتولوا هم السلطة الدينية والسلطة المدنية، والبعض الآخر منهم فشل في مهمته فلم يستجب له أهل القرية الذين أرسلوا إليهم، وسيلاحظ الذى يعيد القراءة لهذه القصص فى الكتب السماوية، أن الله عز وجل وصف الحكام وهذه الأنظمة