رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بالصور.. السيدة عائشة.. ملجأ العجائز والمحرومين

بوابة الوفد الإلكترونية

"مدد يا أم العجائز"، عبارة يرددها آلاف المترددين أمام مقامات المقربين للنبي محمد "صلي الله عليه وسلم"، فأمام مقام السيدة عائشة والسيدة زينب والسيدة نفسية صفوف من النساء ينتظرن الدخول إلى داخل المقام لكي يشكين إليهن متاعبهن ومشاكلهن كافة أملاً في تخفيف من حدة الغضب والحزن في قلوبهن.

" بـوابة الوفد"، زارت مقام السيدة عائشة واستمعت إلى قصص وحكايات الكثير من النساء اللاتي يترددن على المقام بشكل يومي وبعضهن بشكل أسبوعي.

عنايات إمام، أمراة مسنة في الستينات، تأتي يوميًا إلى المقام المبارك لأنها تجد راحة لا تجدها في مكان آخر، بحسب حديثها، ملابسها رقيقة جدًا، خرق قماش مهلهلة وما يُشبه العباءة، تحفظ حكايات البنات هنا، وهي التي سألتني في مرة إذا كنت متزوّجة أو مخطوبة، وعندما أخبرتها أنه لا، قالت بابتسامة: علشان ما بتزورييش المقامات كتير.."

عنايات، لديها ابن وحيد متزوج من حوالي 3 سنوات، تسكن بالقرب من السيدة عائشة، وتفضل البقاء في المقام عن جلوسها في منزلها، وعندما سألتها عن سر الجلوس لفترات طويلة في المقام، قالت :"أنا برتاح هنا"، رغم انزعاج ابني من هذا الأمر ولكن مش بيحب "يزعلني وفي النهاية يجعلني افعل ما أرغب به".

أثناء حديثها لي، أدركت أن جميع المترددين على المقامات، ومنه مقام السيدة عائشة لديهم اقتناع تام بأن مشاكلهم أو همومهم أو حتى أي مصيبة في حياتها ستحل حتماً عندما يأتون إلى هذه الأماكن المباركة، حكاية عنايات نقطة في بحر عشرات الحكايات التي استمعت إليها.

مروة أحمد، شابة في منتصف العشرينات، تزوجت منذ سنتين تقريباً من ابن عمها الذي يعمل نجارًا مسلحًا، تأتي كل أسبوع لمقام السيدة وتضع في صندوق التبرعات "اللي فيه النصيب" ثم تبكي على جدران المقام الحديدية التي تتزين بالورد والعطر الجميل، وتدعو أن يرزقها الله بمولود.

 معنى أنها ست متجوزة من سنتين ولم تنجب، كارثة في المناطق الشعبية، بحسب كلام مروة، مشيرًة إلى أنها تعبت من الذهاب إلى الأطباء وانفقت أموالًا كثيرة على العلاج ولكن حتى الآن مفيش أي نتيجة تفرح أو حتي تقول إنه في "أمل في الإنجاب"، وتابعت: "لولا أن زوجي ابن عمي كان طلقني من زمان... ولكن صلة القرابة جعلته ينتظر".

واستطردت حديثها قائلة: "أملي الوحيد أصبح أني أزور المقامات وادعي لأن الدعاء في الأماكن المباركة بيكون مستجاب".

 وحكت "مروة" أن هناك أفواجًا من

النساء تمتلئ بهن عربات "الكارو" كل يوم "تلات"، وترتدين جميعاً جلاليب سوداء، إضافة لعدد من الفلاحات وقلة أخرى من الفتيات المنتميات للطبقات العليا فى المجتمع! يتجهن جميعاً وهي معهن نحو مقام الشيخ أبوالسعود، لكي يتبركن ويلتففن حول الجامع.

 الحكاية التي روتها مروة في منتهى الغرابة، وعندما سألت مجموعة من النساء عن هذا الأمر، أكدن أن هناك مجموعة من السيدات في المنطقة يستغللن حاجة وضعف غيرهن من السيدات لكي يقنعهن بالذهاب إلى ضريح الشيخ كل يوم "تلات"، لتخفيف آلالمهن ولكي يستجيب الله لدعواتهن، مشيرين إلى أن هذا اليوم من كل أسبوع يكون مزدحمًا للغاية، حيث تختفى النساء وراء زحام الأجساد الراقصة والإيقاعات الصاخبة للزار مع أدخنة البخور المتصاعدة، ليتحول مقام سيدى أبوالسعود إلى "لعنة" على كل زواره خصوصًا من النساء.

اما " نادية محمد"، ربه منزل متزوجة منذ 7 سنوات في الثلاثينات من عمرها، اتخنقت من حماتها التي تقيم معها في الشقة نفسها بعد سنة واحدة من زوجها، فأصبحت تأتي إلى المقام لمدة ساعة يومياً لكي ترتاح من الخناقات المتواصلة بينها وبين حماتها.

وتحكي: "مفيش يوم يمر الإ لازم يكون في خناقة بيني وبين حماتي حتي لو كان بسبب حاجة تافهة، اما تتدخل في تربية أولادي، أو عايزة تدير شئون البيت بنفسها، مشيرةً إلى أنها تعبت من المعيشة المليئة بالمشاكل والخناقات المستمرة ولكن "مفيش بإيدها حيلة خصوصًا أنها متقدرش تخرب بيتها وتنفصل عن زوجها"، لذلك تستحمل هذه العيشة وتأتي إلى المقام لكي تريح أعصابها وتبعد عن جو البيت لمدة ساعات قصيرة.