رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا لم يتم بصورة مشروعة

من الواضح أن هناك شيئاً ما يشوب العلاقة بين الحكومة والشعب فى مصر، ومن الواضح أيضاً أن هذا الشىء هو خليط من عدم الثقة وعدم الاقتناع وعدم المبالاة، عدم الثقة وعدم الاقتناع من جانب الشعوب وعدم المبالاة من جانب الحكومة،

والأدلة على ذلك كثيرة، فالجرائد الحكومية ووسائل الإعلام التى تهيمن عليها الحكومة قد تحفل بالأحاديث وتصريحات أولى الأمر ووعود المسئولين، ولكن الشعب أصبح لا يثق فى أى شىء يقال أو يكتب من جانب الحكومة، الشعب اعتاد أن يقرأ ويسمع ثم يشيح بوجهه، فهو يعلم جيداً أن كل هذا «كلام جرايد» وأصبحت تلك الجملة إحدى مفردات قاموس الشارع المصرى فما تقرره الحكومة اليوم تنفيه غداً وما يقنن فى فترة معينة يجرم فى فترة لاحقة والمسئولون يذيعون الإحصائيات وينشرون الأرقام، والكل يعلم أنها إحصائيات وأرقام «مفبركة» وما يحدث فى الانتخابات سواء للمجالس الشعبية أو المحليات خير مثال لذلك، فأبواق الحكومة تهلل دائماً وتطبل وتزمر وهى تعلن أخبار انتصارات أعضاء الحزب الوطنى ــ الحزب الحاكم ــ فى أى انتخابات تجريها الحكومة، ولكن ما يلبث الأمر أن ينكشف ويظهر أن نسبة المشاركين فى تلك الانتخابات لم تزد على 5٪ من عدد المقيدين فى الجداول وهذه الحقيقة تجرنا

إلى ظاهرة عدم الاقتناع من جانب الناخبين، فهم لم يكلفوا أنفسهم مشقة الذهاب إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم لأنهم غير مقتنعين بجدية تلك الانتخابات، ولا بالطريقة التى تتم بها ولو أن الحكومة تبالى حقاً بأهمية أصوات الناخبين وبمعرفة رأى الشعب الحر لسلكت أسلوباً آخر فى إجراء تلك الانتخابات وغيرها.
لقد آن الأوان لكى يعرف المسئولون أن مقاطعة الأغلبية العظمى من أفراد الشعب لكل ما تقوم به الحكومة وأن عدم الثقة بالحكام ما هو إلا تعبير عن رفض الواقع الجاثم فوق صدورهم لسنوات عديدة مثل الكابوس.
ولن تتغير تلك العلاقات غير السوية بين الحكومة والشعب إلا إذا تغيرت الأوضاع تغييراً جذرياً وصادقاً لا مناورة فيه ولا تلاعب.
إن التغيير إذن مطلوب لمصلحة الطرفين إذا لم يتم بصورة مشروعة، فقد يأتى الوقت الذى تفرضه فيه الأمور وتفجره الأحداث.