الجارديان: خفض المساعدات الأمريكية "قصر نظر"
أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن نية الكونجرس الأمريكى خفض المساعدات الخارجية، يعتبر تراجعا قصير النظر، حيث إنه يحدث فى الوقت الذى تضاعف دول أخرى مثل الصين وغيرها من دول الاقتصاديات الناشئة مساعداتها الخارجية.
ورأت الصحيفة أن المساعدات الخارجية ليست صدقة أو إحسانا تمنحه الدول الكيرى للدول الصغيرة والفقيرة، إنما هى بيزنس واستثمار وعلاقات سياسية. فمن النادر أن تتصدر أخبار المساعدات الخارجية صدر الصفحات الأولى من الصحف الأمريكية، إلا أن اتفاق الحزبين الجمهورى والديمقراطى على ضرورة خفض ميزانية المساعدات الخارجية جعل الأمر يلفت انتباه الصحافة الأمريكية باعتبارها من نقاط الالتقاء النادرة للحزبين المتنافسين. وكان الرئيس أوباما قد قرر فى بدايه فترة رئاسته إجراء مراجعات كبيرة لبرامج المساعدات الخارجية الأمريكية.
وفى العام الماضى، وبناء على التقارير التى قدمت، اقترحت إدارة أوباما زيادة بنسبة 10% فى ميزانية المساعدات الخارجية فى الميزانية الحالية لتصل إلى 59 مليار دولار أى أقل من 2% من الميزانية الفيدرالية الإجمالية. وكان الجزء الأهم فى التقارير هو التركيز على اسراتيجيات طويلة الأجل بدلا من التعامل مع التطورات والأحداث .
ورغم أن مجلس النواب الأمريكى اقترح خفضا بنسبة 20% فى المساعدات الخارجية، بينما اقترح مجلس الشيوخ خفضا بنسبة 10%، وإجماع المجلسين على أن يكون الخفض الأكبر فى الجانب الموجه للمساعدات العسكرية، إلا أن البرامج الخاصة بالمساعدات الغذائية والصحية ستكون الأكثر تضررا.
وأوضحت الجارديان أن الصين منحت مساعدات خارجية بلغت 110 مليارات دولار فى الفترة من 2009 حتى 2010 أى مايزيد على إجمالى حجم القروض التى منحها البنك الدولى فى تلك الفترة.
كما نفذت الصين استراتيجيات طويلة الأجل فى برامج مساعداتها الخارجية، وهو ما سعى أوباما إلى تحقيقه فى الولايات المتحدة. وتركز الصين فى برامج مساعداتها على إقامة مشروعات بنية تحتية ومشروعات صداقة ومناطق اقتصادية حرة وغيرها من المشروعات التى تهم الشعوب فى العالم الثالث .
فى الوقت الذى تركز فيه الولايات المتحدة على تقديم مساعدات للإصلاحات للحكومية ودعم برامج حقوق الإنسان فى هذه البلدان مثل بورما وفنزويلا والسودان.
وتقوم رؤية الرئيس أوباما على أن زيادة المساعدات الأمريكية الخارجية ستمكن الإدارة الامريكية من تحسين صورة أمريكا فى الخارج وتمرير السياسات الأمريكية بسهولة وقبول العالم الخارجى للمنتج الأمريكى، إلا أن النية لخفض المساعدات فى الميزانية الجديدة قد تحول دون تنفيذ أجندة أوباما.