رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبادرة مصر للجيش العربى دفاعية وليست هجومية

بوابة الوفد الإلكترونية

تعددت التحالفات العسكرية والتجارب العربية والدولية لمواجهة اعاصير التفكك والانهيار وكان أبرزها وأطولها فترة التحالفات التى قامت بين جيوش الحربين العالميتين الأولى والثانية، وانتهت هذه التحالفات بالاندماج فى مجموعة  «حلف شمال الأطلنطى».

وبعض هذه التحالفات كان هدفها هجوميا أو دفاعيا أو الاثنين معا، ولكنها فى النهاية تصب في حماية الأمن القومى لمجموعة الدول المتحالفة بعضهم البعض ضد قوة أو عدة قوات أخرى.
ومن المعتاد أن يكون لهذا التحالف العسكرى وجه سياسي يتفق المتحالفون على أهدافه فيما بينهم مثلما حدث فى اتفاقية فرساى بعد الحرب العالمية الأولى وحلف شمال الأطلنطى بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه قراءة في ابرز التحالفات واقرب النماذج إلينا:
حلف شمال الأطلنطى «الناتو»
هو حلف عسكرى وسياسى أيضا تم تدشينه عام 1955، وهو قائم وناجح حتى الآن بين دول الولايات المتحدة،إنجلترا،فرنساو انضمت إليها ألمانيا وتركيا، وتم التوقيع على هذا الحلف فى مؤتمر الدول الأوروبية لتأمين الأمن والسلام، والذى أعقب الحرب العالمية الثانية.
وفى المقابل اعتبرت روسيا عندما كانت الاتحاد السوفيتى أنه تهديد لميزان القوى الدولى فقامت بتأسيس «حلف وارسو».
حلف وارسو:
هو حلف عسكرى سياسى أيضا تم إنشاؤه عام 1960، كان بين الاتحاد السوفيتى ودول أوروبا الشرقية أمثال ألبانيا وبولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وبلغارياو ألمانيا،و التى تركت هذا الحلف بعد سقوطه وانضمت إلى حلف شمال الأطلسى القائم حتى الآن، كما تركته ألبانيا ومن بعدها تفكك الاتحاد السوفيتى، ومن بعدها تفككت تشيكوسلوفاكيا إلى ثلاث دول،و بناء عليه تفكك وزال حلف وارسو بزوال أكبر دولة وهى الاتحاد السوفيتى.
على عكس حلف الأطلنطى الذى تتزعمه الولايات المتحدة أقوى دولة فى العالم الآن.
دول عدم الانحياز
هى مجموعة من الدول التى اتفقت فيما بينها علي عدم الانحياز إلى أى من الكتلتين الشرقية أو الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت مصر من أولى الدول الداعية لإنشاء هذه الحركة فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وضمت سوريا والأردن وتشيكوسلوفاكيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية أمثال البرازيل، وتضمن هذا التحالف الجانبين العسكرى والسياسى، ولكنه لم يكن هجوميا بل دفاعي، وانتهى بزوال وموت الشخصيات التى سعت إلى تكوينه وانسحاب الدول منه الواحدة تلو الأخرى.
هناك تجربتان عربيتان للتحالفات العسكرية وهما:
اتفاقية الدفاع العربى المشترك:
وهى اتفاقية وقعتها 8 دول عربية سنة 1950 وهى الدول الأعضاء فى جامعة الدول آنذاك وعلى رأسها مصر، وهى اتفاقية تقضى بدفاع الدول العربية عن بعضها البعض فى جيش عربى موحد،و هو الجيش الذى تم تكوينه وتفعيله فى حرب العرب مع إسرائيل عام 1948، وتمت هزيمته فى فلسطين وكان بقيادة الملك حسين ملك الأردن.
ثم أعقبت هذه المحاولة اتفاقيات ثنائية بين مصر والأردن، ومصر وسوريا بعد 1967، وهى اتفاقيات قضت بموجبها تحالف كل من الجيش المصرى مع مثيليه الأردنى والسورى للدفاع عن أراضيهم ضد العدوان الإسرائيلى خلال تلك الحقبة الزمنية.
وأخذت الاتفاقية المصرية السورية شكلا أعمق تضمن الوحدة المصرية السورية والتى انتهت بالفشل فى عهد الرئيس عبد الناصر بسبب شخصية المشير عبد الحكيم عامر الذى كان الحاكم المشترك والمسئول عن هذا الملف، كما انتهت أيضا هذه التحالفات بزوال الشخصيات التى أنشأتها وهنا نعنى شخصية الزعيم جمال عبدالناصر الذى كان سببا رئيسيا ومحوريا ورمزا وطنيا قوميا ساعد فى نشأتها، والذى خلفه الرئيس السادات صاحب رؤية مختلفة ومعالجة مختلفة، زالت فى عهده شخصية الزعيم الروحى القومى .
ومن هنا نستخلص أن بعض التحالفات سواء العسكرية أو السياسية زالت بزوال الشخصيات التى أنشأتها وهى قائمة على مبدأ «الشخصنة» أكثر من المصلحة بدليل زوالها، وهى السمة التى اتسمت بها دول الكتلة الشرقية صاحبة التوجه الاشتراكى القومى، على عكس الدول الغربية الإمبريالية التى تتحكم فى توجهاتها المصلحة أولا وأخيرا ولا ترتبط بالشخصيات فى حد

ذاتها.
وعلى الرغم من زوال الاتفاقات الفرعية العربية، إلا أن اتفاقية الدفاع العربى المشترك ما زالت قائمة ولم تزل حتى الآن، ولكنها غير مفعلة حتى على مستوى قوات حفظ السلام العربى، ويتم استبدالها ودمجها فى القوات الدولية من كافة أنحاء العالم تحت مظلة الأمم المتحدة، وكأنه كتب على العرب حظر تكوين قوة مشتركة لإيمان الغرب والقوى المعادية، بفاعلية وتأثير هذه القوة العربية وحتى لا يملك العرب زمام أمورهم أبدا.
مجموعة دول التعاون الخليجى:
وهى مجموعة الدول العربية التى تقع فى الخليج العربى أو تطل عليه، والتى تتضمن العراق والسعودية وعمان والبحرين والإمارات والكويت وقطر.
توجد هناك اتفاقية للدفاع المشترك والعسكرى بين جيوش هذه المجموعة من الدول، إلا أنه يأخذ الطابع الدفاعى وليس الهجومى، ولكنه من حين لآخر يتم عقد المناورات والتدريبات المشتركة بين هذه الجيوش بعضها البعض، كما يتم بين الجيش المصرى وأمثاله من بعض الجيوش العربية أمثال الإماراتى والسعودى.
وتعد ميزانية الجيش السعودى الأكبر على المستوى العربى حيث يبلغ حجم الإنفاق 18 مليار دولار، وتليه الجزائر 6٫4 مليار دولار، ثم مصر 4٫5 مليار دولار. 
كل التجارب سالفة الذكر فى التحالفات العسكرية يمكن لها أن تتحقق فى فكرة الجيش العربى الموحد التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلا أن هذه الفكرة أقرب إلى اتفاقية دول عدم الانحياز التى قامت على الدفاع وليس الهجوم على دول أخرى، على عكس اتفاقية «حلف الناتو»التى تتضمن الهجوم والدفاع، والذى قام منذ وقت قريب بهجمات فى العمق الليبى إلى أن انتهت بسقوط وموت الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن هذا الجيش لن يكون هجوميا أو مغيرا على الدول الأخرى، بل سيكون دفاعيا، وشبه أداءه بما فعله الجيش المصرى فى ليبيا من هجمات دفاعية ترد على العدوان الذى بادرت به ميليشيات داعش ضد المصريين العشرين فى ليبيا.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الجيش مجلس قيادة مشترك برئاسة مصر، ويضم فيما بينه الجنرالات والقيادات التى تعلمت فى المدرسة العسكرية المصرية أمثال قائد أركان الجيش الليبى خليفة حفتر وغيره، ويتم تمويله من دول الخليج وعلى رأسهم الإمارات والسعودية بما لا يقل عن 6 مليارات دولار.
إلا أن تشابك المصالح لبعض الدول العربية وتعارضها فى بعض الأوقات بين المصلحة الذاتية مع الغرب فى مقابل المصلحة العربية مثل قطر، لهو أمر يعترض تكوين وإجماع الدول العربية مجتمعة على التصويت وإقرار فكرة الجيش العربى المشترك.
زينب الدربي