رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمهات مدفونات بالمقابر..ومنسيات في عيد الأم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم يجدن من يحنو عليهن، وضاقت عليهن الأرض بما رحبت، فذهبن يبحثن عن مأوى يحميهن من غدر العواصف والأتربة، لينتهى بهن المطاف إلى اللجوء إلى الحياة بين الأموات في المقابر، سيدات يذقن المرار ليتحملن فقط كبد العيش، وأمهات منسيات في زحام الحياة، وبين طيات الصراع السياسي.

الدموع المنهمرة من أعين هؤلاء السيدات، ليس لها بديل ليعبِّرْن عن مشاعر الحزن التي تكمن داخلهن في عيد الأم، وهن منعزلات بين الأموات وحجارة الجدران، وبرغم ذلك لا تزال البسمة ترتسم على وجوههن ليعربن عن الرضا بما قسمه الله لهن.
صرخات أطلقتها الأمهات بالمقابر في عيدهن إلى المسؤولين يستغيثون بهم لإنقاذهم من هذا "الدفن حيًّا"، فلم يرتفع سقف مطالبهن عن الحق المشروع في الحياة والعيش عيشة آمنة مطمئنة، وسط أقرانهم من الأحياء.
عزيزة.. تركها أبناؤها للعواصف
أمام "حوش" بمقابر السيدة نفيسة، تجلس الحاجة عزيزة، التي سرعان ما انهالت الدموع من عينيها عندما ذكرنا عيد الأم أمامها، فهي سيدة تعيش بالمقابر منذ 15 عاما دون أن تجد من يحنو عليها أو يعولها، من بين أبنائها، الذين تركوها في الهواء الطلق، ترتزق من بيع الزهور.
وبرغم معاناتها تلك فإنها هنأت جميع الأمهات ببسمة رضا ممتزجة بالأمل، قائلة: "أنا مش بحس بعيد الأم، لأن محدش بيزورني إلا ربنا، لكن بقول للأمهات كل سنة وكل أم بخير، وربنا يكفيهم شر عقوق الأبناء".
وحصرت الحاجة عزيزة مطالبها في حجرة من أربعة جدران تحميها من عواصف الرياح، وأذية البشر لها، داعية الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ينظر إلى حالها هي وأمثالها، وأن يوفر لهن حقهن في الحياة الآمنة.
ماجدة.. باعت شقتها لتزويج أولادها فباعوها
اعتبرت الحاجة ماجدة أن عيد الأم مثله مثل بقية الأيام، فهي بلا مأوى حتى تحتفل، وبلا مال حتى تنفق وتشتري الهدايا، بعد أن باعت بيتها من أجل مساعدة أبنائها في الزواج، وصارت وحيدة تبحث عن رزقها بين الموتى، من خلال بيعها لـ"الشباشب".
بدموع تنهمر من عينيها، وجهت الحاجة ماجدة، من أمام مقبرة بالإمام الشافعي، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي تطالبه خلالها بنصرهن، ورعايتهن بعد أن باعها أولادها،

قائلة: "أنا عايزة شقة أوضة بحمام، عشان تعبت من الحمام الشرك".
الأم سعاد بحزن: محدش بيجيبلي هدية
"نفسي أعيش زي الناس، وألبس زي الناس".. بتلك الكلمات صرخت الحاجة سعاد، لتُعرب عن حالة الضجر التي غمرتها وهي تعيش وسط مجموعة من الأموات، حتى اعتبرت نفسها بين الحياة والموت، مشيرة إلى أنها لا تمتلك سكن تعيش فيه بعد وفاة زوجها وانشغال أولادها بحياتهم الخاصة.
الحاجة سعاد.. أم لثلاثة أولاد وبنت، مات زوجها العامل فانقطع عنها مصدر الدخل، وسافر أبناؤها ليبنوا مستقبلهم وتزوجوا، دون أن يفكروا في السيدة التي ربتهم وسهرت على راحتهم، فتركوها تجوب الأراضي حتى استقر بها الحال في مقابر السيدة نفيسة.
أعربت الحاجة سعاد عن حزنها في عيد الأم وألمها من عقوق أولادها، فقالت: "محدش بيزورني لا أولادي ولا غيرهم، ومحدش بيجيبلي هدية، وأنا مسامحاهم، ومش عايزة حاجة إلا الستر".
الأم حميدة.. 45 عاما بين الأموات
45 عاما قضتهم الحاجة حميدة حافظ، من عمرها، بين مقابر الإمام الشافعي، تساند زوجها في العمل وتبيع الساندوتشات، حتى زوجت بنتها، وأنقذتها من العيش وسط الأموات، إلا أنها لا تزال تتقرع من آلام الاغتراب.
الحاجة حميدة، مريضة قلب، تشفق على حال ابنتها التى لا تمتلك من المال ما يساعدها في علاجها أو حياتها، وتكتفي بزيارة ابنتها كل أسبوع لترعاها، وكل ما تطلبه هو حجرة تأويها هي وزوجها، وسرير تلتقط عليه آخر أنفاسها.

شاهد الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=tHOVh_XlqmU