رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

11 سبتمبر وصعود القوى الإقليمية لتحدى الكيان الأمريكى

بوابة الوفد الإلكترونية

11 سبتمبر يوم لا ينسى في تاريخ العالم الأمريكي وتاريخ الغرب كله، حفر تاريخه بحروف بارزة وقلب موازين العالم، فقد استيقظت أمريكا في صباح الثلاثاء 11 سبتمبر  2011 على أقسى زلزال إرهابى عرفته الأرض، حيث الحادث الذي هز كيان العالم الأمريكي بأكمله وعصف بأهم ثلاث مبانٍ بها، في هجوم الطائرات الانتحارية على برجى مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون.

فقد أعدت أحداث سبتمبر التي وقعت في عام 2011 من أسوء الأعمال الإرهابية في التاريخ، زلزل ثقة الشعب الأمريكي بكل مصطلحات الأمن القومي لديهم وتحصنهم بالحدود الإقليمية للمحيطين، مما جعل الإدارة الأمريكية تطالب العالم بالوقوف معها فى معركتها العسكرية والسياسية والاقتصادية ضد الجماعات الإرهابية، معلنة منهجها في التعامل مع القوى الدولية بمقولة "من ليس معنا فهو ضدنا"، ودفعها إلى انتهاج سياسات استعمارية تأثر بها الاقتصاد الأمريكي وانعكس هذا التأثر على العالم كله بسبب تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في اقتصاديات باقي الدول.

وبعد الحادث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية حربها بلا حدود للقضاء على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر فى عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، فشنت حملة إعلامية، علاوة على مضاعفة النفقات الأمنية وعقدت العديد من المؤتمرات من أجل القضاء على الإرهاب، لكن من الواضح إن تلك المجهودات باءت بالفشل دون أن تتمكن من تحقيق غاياتها رغم أنها نشرت قواتها بالعراق وأفغانستان بحجة القضاء على الإرهاب، فكانت النتيجة ازدياد الموجات الإرهابية وفشل أمريكا في نشر الأمن والاستقرار. 
"حادث سبتمبر" جعل الولايات المتحدة الأمريكية  اليوم تعيد ترتيب علاقاتها مع الدول الكبرى مثل روسيا والصين واليابان، حيث بدلت سياساتها ونظرتها إليهم إلى التعامل من منظور قوة اقتصادية كبرى، وإمكانية تلك القوى إلى قلب النظام الدولي والتأثير على سياسته، نظراً لما تملكه من قوة وتصورات لمستقبل هذا النظام، وقدرتها على التعامل مع المحاولات الدائمة للولايات المتحدة بفرض سيطرتها على النظام الدولي، ولكن هذه السيطرة لم تستمر طويلاً بعد حادث 11 سبتمبر2011.
روسيا:
تعتبر روسيا أكبر دولة فى العالم من حيث تعداد السكان ومن أكبر القوى العسكرية في المنطقة ، وتربط حدودها مع كبرى الدول اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، التى تعتبر الأخيرة مصدر إزعاج دائم للكيان الروسي نظرا لمحاولة الولايات المتحدة الهيمنة الدائمة على المسرح العالمى فى حالتى الحرب والسلم.
فيما تحاول أمريكا فرض الخناق على روسيا بشكل متجدد خوفا منها لاستعادة أمجاد الماضي " الاتحاد السوفيتي" ودورها على الساحة الدولية كمنافس لها، نظرا لأنها تتمتع بثقل سياسى داخل مجلس الأمن فلها العضوية الدائمة به، وهى الوريث الشرعى للاتحاد السوفيتى السابق بجانب المحاولات المستمرة لروسيا بفرض نفسها على الساحة بحثا عن مصالحها بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت روسيا تستغل العداء الأمريكي فى المنطقة مستغلة حربها الكيدية على العراق بحجة وجود أسلحة نووية على أراضيها فضلاً عن تأييدها للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
من جانب آخر تكررت عثرات الولايات المتحدة الأمريكية في محاولات السيطرة على الشرق، وذلك بمحاولات إسقاط نظام بشار الأسد بسوريا نظرا لارتباطه مع عدوها اللدود إيران على عكس موقف روسيا التى ترفض كل محاولات إسقاط هذا النظام حيث إن كل ما يهم الجانب الروسي هو موانئ طرطوس واللاذقية في سوريا كقواعد ثابتة يستطيع الأسطول الروسي العمل من خلالها في حوض البحر المتوسط.
وكذلك الدرع الصاروخي الأمريكي المزعوم  إنشاؤه فى بولندا وجمهورية التشيك الذي أشعل التوترات والخلافات بين الجانبين حيث تنظر روسيا إليه على أنه موجه إليها، لهذا أجرت روسيا اختبارًا ناجحًا قادرًا على اختراق هذا الدرع.

ويظهر أيضا النزاع الروسي والأمريكي على منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت روسيا تستغل العداء الأمريكي في المنطقة مستغلة ذلك حربها على العراق وفرض سياسة الهيمنة على بعض الدول بالإضافة إلى تأييدها لممارسات الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطيني.
الصين:
أصبحت الصين خلال الفترة الأخيرة من أكبر الدول اقتصادياً ومن  أهم الدول الصاعدة في العالم (بعد انهيار الاقتصاد الأمريكى عقب 11 سبتمبر وانتهاج سياسات احتلالية إذ  وصلت نسبة ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي ليصبح الأكبر عالميا عام 2010، بجانب ارتفاع  نسبة التعليم  بها  بشكل ملحوظ ليصل إلى 91% من إجمالي عدد السكان".
وانطلاقا من النمو الصيني المتزايد أصبح الصينيون يقفون في وجه القوة الأمريكية المتنامية، وبالتالي وجود قطبيْن أو أكثر بدلاً من قطب واحد مما يثير مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنتها الاقتصادية في العالم بعد ظهور منافس قوى لها مما خلق عدة توترات بين البلدين نتيجة سرعة التطور الاقتصادي الكبير للصين ولعبها لدور هام في حل المسائل العالمية بما فيها البيئة والمخدرات والتهريب والهجرة والطاقة وتمتعها بتأثير كبير في منطقة شرق آسيا، بالإضافة إلى تزايد النفوذ الصيني في أفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال الاتفاقيات التجارية والاستثمارات والصفقات بمليارات الدولارات بالإضافة إلى العجز المزمن في الميزان التجاري لصالح الصين، وأخيرا ادخلت

الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها في مسألة تايوان الصينية، حيث تعتبر الصين تايوان جزءا منها ولذلك تشعر الصين بالغضب عندما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بأمن جزيرة تايوان فضلا عن إمدادها بالأسلحة.
كوريا
مع بداية عقد التسعينيات، أخذ الاهتمام الدولي بكوريا الشمالية منحنى جديدا -بالتركيز على برنامجها لأسلحة الدمار الشامل-؛ الأمر الذي كان على وشك إشعال حرب عام 1994، ثم أثار الشماليون قلق واشنطن وطوكيو وسيول، عندما أطلقوا ما قالوا بأنه قمر صناعي فشلت محاولة تثبيته في مداره عام 1998 بالقرب من اليابان، فزاد قلق واشنطن من إمكانية بيع هذه التقنية لدول غير صديقة لها، مع تعهدهم بالاستمرار في برنامجهم لتطوير تقنية الصواريخ حتى عام 2003. وبعد 6 أشهر من مراجعة إدارة بوش لسياسة بلاده التي اتبعها سلفه كلينتون، أعلن البنتاجون في يوليو 2001 أن بيونغيانغ تشكل التهديد العسكري الأول لأمريكا، وهو ما زاد التأزم بين الكوريتين، وعكر صفو سياسة التقارب بينهما.
ومع أن كوريا الشمالية لم تتهم رسميا بأي عمل إرهابي نفذته بشكل مباشر منذ أحداث 11/سبتمبر/2001، وعلى الرغم من استنكارها لتفجيرات أمريكا وتوقيعها على معاهدات بهذا الشأن في الأمم المتحدة، فإن ذلك لم يمنع بوش من ضم كوريا الشمالية لما وصفه بأنه "محور الشر" الثلاثي (يوم 29-1-2002) بالنسبة لبلاده. وفي اليوم التالي (30/1) صدرت دراسة تفصيلية عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن (من إعداد أنثوني كورديسمان) تنقل الرواية الأمريكية لـ"محور الشر" حسب تصور حكومة بوش، الذي تناول كوريا الشمالية والعراق وإيران.
خلاف بين الأوساط الأمنية الأمريكية حول امتلاك الإدارة الأمريكيه لمخزون كبير من الأسلحة التقليدية والبيولوجية؛ لكن الخلاف يدور حول قدرتها على توجيه ضربات نووية، وهذا ما يجعل كوريا قوة أقتصاديه عظمى لها ثقلها الأقليمى الذي يرهب أمريكا والعالم كله حتى تلك اللحظة.
اليابان
اتجهت اليابان بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة إلى تعزيز ودعم توجهات ومحددات سياستها الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وزيادة درجة اهتمامها وانغماسها في قضايا هذه المنطقة الحيوية من العالم ولعل من أبرز وأهم القضايا التي أولتها اليابان عناية خاصة في هذه المنطقة، قضية السلام العربي الإسرائيلي والمسألة العراقية.
فقد سعت إلي انتهاج إستراتيجية عالمية للسياسة الخارجية اليابانية، واستبدال السياسات المتعددة الجوانب بالسياسات التي تعتمد على القوة الاقتصادية فقط ، إلي مساعدة الدول الفقيرة، والحفاظ على السلام العالمي، وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على البيئة،فضلاً عن توطين اللاجئين، وعمليات الإغاثة وقت الكوارث العالمية، وتنمية المواد البشرية .
ومن منطلق آخر سعت اليابان إلي  تركيز العلاقات مع الولايات المتحدة على الجوانب الاقتصادية بما يحقق تحديث واستقرار اقتصاديات الدول الآسيوية والاقتصاد العالمي بصفة عامة، فاتجهت اليابان إلى تبنى أفكار وتوجهات التيار الواقعي في سياساتها الخارجية خلال القرن الحادي والعشرين بتحقيق الرغبة اليابانية بممارسة دور عالمى مع الحفاظ فى ذات الوقت على ثوابت السياسات السلمية لليابان، علاوة على الحفاظ على علاقات اليابان الأمنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة وبالتالي التوكيد على التنسيق الياباني مع السياسة الأمريكية في مجال القضايا ذات الطابع العالمي، وفى مجال قضايا النزاعات والصراعات الإقليمية التي يمكن أن يشكل استمرارها تهديدا للمدن والاستقرار العالمى، ومنها بالطبع الصراع العربي الإسرائيلي والمسألة العراقية.