رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روماريو..أسطورة لا تنساها البرازيل

روماريو
روماريو

منذ عام 1970 عندما فازت البرازيل بلقبها الثالث فى كأس العالم بالمكسيك لم ينجح السليساو فى الاقتراب من الفوز باللقب او حتى الوصول إلى المباراة النهائية وكان الفشل يرافق سحرة الامازون على الرغم من امتلاكهم لأجيال متعاقبة من المواهب الفذة

ومن لا يذكر جيل 1982 بقيادة سقراط وزيكو وفالكاو وجونيور وايدر وغيرهم من النجوم لكن كل هؤلاء لم ينجحوا فى إعادة الكرة البرازيلية إلى الواجهة العالمية لأسباب متعددة حتى جاء عام 1994 بالولايات المتحدة الامريكية ليقود نجم فذ أسمه روماريو منتخب البرازيل لاستعادة لقبهم الغائب 24 عاما .
واجه منتخب البرازيل لكرة القدم صعوبة فى التأهل لمونديال الولايات المتحدة عام 1994 والفضل يعود إلى مهاجمه الفذ روماريو فى حجز البطاقة فى الرمق الأخير بعد أن سجل هدفى منتخب بلاده فى مرمى الأوروغواى فى مباراة حاسمة.

وكان المدرب كارلوس البرتو باريرا وضع حدا لغياب روماريو عن المنتخب لمدة سنتين وسط مطالبة الرأى العام والنقاد بضرورة إشراكه فى المباراة الأخيرة ضد الأوروغواى نظرا لحاجة البرازيلى إلى هداف من الطراز النادر خصوصا بعد اعتزال المهاجم الخطير انطونيو كاريكا.

وكان خلاف نشب بين روماريو والمدرب بسبب طباع الأول "الغريبة" ولعدم التزامه فى التمارين وتأففه من الجلوس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وتصريحه علنا بأنه أفضل من بيبيتو، لكن المهم أن الطرفين تناسيا الخلاف عندما قاد روماريو منتخب بلاده إلى النهائيات بتسجيله الهدفين على ملعب ماراكانا الشهير فى ريو دى جانيرو وأثلج صدور مشجعى المنتخب الذين أطلقوا العنان لطبولهم وحناجرهم بعد تسجيله الهدف الأول فى الدقيقة 71 قبل أن يضيف الثانى والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط فرحة هستيرية فى المدرجات.

واعتبر روماريو الذى اختفى أمام هجوم الصحافيين المندفعين من كل حدب وصوب للحصول على تصريح منه بعد المباراة، منقذا للشرف الوطنى علما بأن البرازيليين يعتبرون أى فوز على الأوروغواى بمثابة الثأر لخسارتهم نهائى كأس العالم عام 1950 على أرضهم أمام المنتخب ذاته.

حالة نادرة
وبالعودة إلى طباع روماريو يمكن القول بأنه حالة نادرة فإما أن يكرهه المدرب الذى يعمل معه أو يحبه ويغرقه بالإطراء، ففى ايندهوفن الهولندى حيث لعب من 1989 إلى نهاية موسم 1993 عمل مع ثلاثة مدربين هم الهولندى غوس هيدينك والإنكليزى الراحل بوبى روبسون وهانس فيسترهوف، وكانت علاقة اللاعب مع كل مدرب مختلفة لكنه عندما يواجه مشاكل ويجد نفسه خارج التشكيلة يثبت قدراته الخارقة فى أول مباراة يلعبها ما يدفع المدرب إلى التفكير جديا قبل استبعاده، وأهداف النجم البرازيلى الـ125 فى صفوف ايندهوفن فى مدى خمسة مواسم كافية وخير برهان للدفاع عن موقفه.

ثمة هدافون كثيرون فى ملاعب العالم، لكن روماريو يتميز عن الآخرين بنوعية الأهداف التى يسجلها، فهو يداعب الكرة بقدميه بنعومة نادرة حتى يهيأ للمرء بأنه مجهز بمغناطيس يجذبها صوبهما ولا تخلو جعبته من الحيل الاستعراضية التى تشعل المدرجات وتحير خصومه.

بدأ روماريو اللعب فى الشوارع مثل غالبية البرازيليين الفقراء، وكان يدخر المال القليل الذى يجنيه من تنظيف زجاج السيارات على تقاطع الطرق لشراء تذكرة دخول حضور المباريات، وقد سجله والده عندما بلغ السادسة عشرة فى اولاريا أحد الأندية المحلية وسرعان ما انتقل إلى فاسكو دا غاما الذى يتمتع بثانى أكبر قاعدة جماهيرية فى ريو دى جانيرو بعد فلامنغو، وقد اكتشفه مسؤولو النادى عندما سجل أربعة أهداف فى مرمى فريقهم، وتوج هدافا للفريق عامى 1986 و88 وتركه بعدما سجل 73 هدفا فى 123 مباراة.

ويتمتع روماريو برد فعل سريع إذ تراه أول من يصل إلى كرة مرتدة كما إن بساطة حركاته وخفة لمساته تدفعان المشاهد إلى الاعتقاد بأنه أمام بهلوان لا أمام لاعب كرة قدم.

سيؤول تشهد ظهوره الدولى الأول

وكان بروزه على الصعيد الدولى خلال اولمبياد سيؤول إذ تمكن من تسجيل 7 أهداف توج بها هدافا لكنه اكتفى بالميدالية الفضية بعد خسارة منتخب بلاده أمام الاتحاد السوفياتى 1-2 فى النهائى.

وبعد تألقه فى صفوف المنتخب الاولمبى حجز مقعده مع المنتخب الأول وكانت كوبا أميركا عام 1989 على الأبواب وهى فرصة لإبراز مواهبه أمام الجمهور المحلى إذ استضافت البرازيل البطولة ولم يخيب روماريو الآمال المعقودة عليه وقاد المنتخب إلى الفوز علما بأن لقب الهداف كان من نصيب زميله فى خط الهجوم بيبيتو.

وبعد هذه الانتصارات بدأ حلم الفوز بكأس العالم عام 1990 فى إيطاليا وذلك للمرة الأولى منذ عام 1970، يدغدغ مخيلة المنتخب الذهبى والأخضر والشعب البرازيلي، لكن الحلم تلاشى على أيدى الخصم "التاريخي" الأرجنتين فى الدور الثانى على الرغم من سيطرة البرازيل شبه المطلقة وقد اكتفى روماريو بلعب 65 دقيقة فقط لأن المدرب سيباستياو لاتزارونى فضل بيبيتو وكاريكا عليه.

فى هذه الأثناء كان روماريو يتألق فى صفوف ايندهوفن وقاده إلى إحراز اللقب أعوام 89 و90 و91 وكأس هولندا مرتين عامى 1989 و90، وتوج هدافا للدورى 3 مرات أيضا أعوام 1989 و90 و91.

الرحيل إلى برشلونة
وبعد إثبات وجوده فى هولندا بات عليه أن يجد تحديا جديدا، وانهالت عليه العروض من أندية أوروبية كثيرة لكن بعض المدربين تخوفوا من مزاجيته، بيد أن الهولندى يوهان كرويف مدرب برشلونة الإسبانى لم يتردد فى التعاقد معه مقابل مبلغ بلغ أربعة ملايين دولار، وتمكن روماريو من تسجيل 14 هدفا فى تسع مباريات ودية مع الفريق الكاتالونى وحافظ على شهيته فى دك مرمى الخصوم فى المراحل الأولى من الدورى وسجل 3 أهداف فى مرمى ريال سوسييداد فى المرحلة الأولى.

ولم يمر وقت طويل على وجوده فى برشلونة حتى بدأ كرويف بتوجيه الإطراء إلى نجمه الجديد وقال "كل مرة أشاهد فيها روماريو يبهرنى أكثر، إنه لاعب فنان فى زمن القوة وهذا عامل أساسى فى نجاحه".

وشكلت الأشهر السابقة لانطلاق مونديال 1994 مرحلة تحديات لروماريو لأنه كان مدعوا إلى قيادة فريق برشلونة إلى الاحتفاظ بلقب الدورى المحلى ومحاولة إعادة كأس أبطال الأندية الأوروبية إلى خزائنه التى أحرزها عام 1992.

وكان روماريو أحد الركائز الأساسية للمنتخب البرازيلى فى النهائيات ونجح فى تسجيل أول أهداف منتخب بلاده فى مرمى روسيا بلعبة ذكية مستثمرا ركلة ركنية رفعها قائد المنتخب راى.

وفى المباراة الثانية ضد الكاميرون عزز رصيده من الأهداف بتسجيله هدفا رائعا، وأضاف الثالث فى مرمى السويد فى نهاية الدور الأول.

وغاب روماريو عن التهديف فى الدور الثانى أمام الولايات المتحدة، لكنه عاد وسجل هدفا جميلا أمام هولندا فتح أبواب نصف النهائى أمام منتخب بلاده وضرب موعدا للسويد مرة جديدة.

ولعبت السويد بطريقة دفاعية بحتة فى نصف النهائى واستعانت بثمانية لاعبين فى خط الدفاع لوقف زحف المنتخب البرازيلى ونجحت فى ذلك حتى الدقيقة 80 عندما طار روماريو فوق الجميع ليسجل برأسه هدف المباراة الوحيد وطار بمنتخب بلاده إلى النهائى للمرة الأولى منذ عام 1970.

والتقى المنتخب البرازيلى بنظيره الإيطالى فى النهائى فى إعادة لنهائى عام 1970 الذى شهد فوزا كبيرا للبرازيل 4-1 بقيادة بيليه وريفيلينيو وكارلوس البرتو.

بيد أن التعادل السلبى كان سيد الموقف فى الوقتين الإضافى والأصلى فى نهائى مونديال 1994 قبل أن يبتسم الحظ للبرازيل بركلات الترجيح لتحرز اللقب للمرة الرابعة وتنفرد بالرقم القياسى الذى كانت تتقاسمه مع ايطاليا بالذات، واختير روماريو أفضل لاعب فى الدورة لكنه أخفق فى احتلال صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف بفارق هدف واحد عن البلغارى خريستو ستويتشكوف والروسى اوليغ سالينكو.

ثالث أفضل هداف فى السيليساو
يذكر أن روماريو بات ثالث أفضل هداف فى تاريخ منتخب بلاده بعد تسجيله 4 أهداف فى المباراة التى اكتسحت فيها البرازيل مضيفتها فنزويلا صفر-6 فى الجولة التاسعة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2002 فى كوريا الجنوبية واليابان وبلغ مجموع الأهداف التى سجلها مع المنتخب 66 هدفا مقابل 67 لزيكو و95 للنجم الشهير بيليه.

ولم يشارك روماريو فى مونديال فرنسا 98، مع أنه كان ضمن التشكيلة الأساسية التى سافرت إلى فرنسا قبل أن يتم استبعاده بداعى الإصابة غير أن النجم البرازيلى نفى ذلك بشدة.

تنقل بين عدة أندية فى مسيرته واختبر اللعب فى منطقة الخليج العربى مع السد القطري، لكنه عانى بسبب سلوكياته المتهورة فى نهاية مسيرته واتهم بتعاطى المنشطات، وخاض رحلة جميلة تمثلت بتسجيله الهدف الألف.