بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دعاء ذي النون في النصوص الشرعية وتجارب المؤمنين لتحقيق الأمنيات وفك الكرب

بوابة الوفد الإلكترونية

من أبرز الأدعية لفك الكروب دعاء ذو النون الذي ورد عن النبي يونس بن متى عليه السلام، وهو الدعاء الذي أثبته القرآن الكريم في محنة الحوت:﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]، فاستجاب الله له وأنجاه من الغم: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88].

 

معنى دعاء ذي النون في النصوص القرآنية

أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن دعاء ذي النون جاء في سياق تجربة النبي يونس عليه السلام أثناء التقمه الحوت، وهو نموذج للمؤمن الصابر في أشد الظلمات وأقرب لحظة من الهلاك. وأوضح أن مضمون الدعاء لا يقتصر على طلب النجاة فقط، بل يعكس الاعتراف بالذنب والتذلل لله عز وجل، وهو أسلوب يُعلم المؤمن محاسبة النفس قبل طلب الحاجات من الله.

وأشار جمعة إلى أن الاستجابة لهذا الدعاء ليست مقصورة على النبي يونس عليه السلام فقط، بل هي برنامج عمل لكل مؤمن، فالقرآن يوجه جميع المسلمين للتقرب إلى الله بالصبر والدعاء المستمر:

الصبر على العمل والعبادة: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".

الصبر على الناس والابتلاءات، مع الحفاظ على الثبات على الدين والعقيدة.

الاستمرار في الدعاء وعدم الاستعجال بالنتائج.

 

مجربات دعاء يونس لتحقيق الأمنيات وفك الكرب

وردت أحاديث نبوية عدة تبين فضل دعاء ذي النون، منها ما جاء في مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك:"دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".

ومن الفضائل أيضًا:

إذا دعا بها المسلم أربعين مرة في مرضه، وعجز عن الشفاء فمات، أُعطي أجر شهيد.

وإذا برئ، غُفرت له ذنوبه.

ويكثر بعض المداومين على قراءة الدعاء 40 أو 70 أو 100 مرة، تكرارًا للرجاء واليقين في استجابة الله، استنادًا إلى قوله تعالى:
﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

دور الدعاء في فك الكرب وتحقيق الأمنيات

أشار العلماء إلى أن الدعاء، وخاصة دعاء يونس عليه السلام، لا يعد سحرًا أو وسيلة سحرية لتحقيق المعجزات، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله، والاعتماد عليه في مواجهة الضيق والهموم. ويُستحب الإكثار من الاستغفار والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مع الدعاء، لما فيه من تنقية للنفس وزيادة للبركة.

وقال الدكتور جمعة:"إذا نزل قضاء الله وفيه بعض الهم علينا، علينا أن نصبر ونرضى بقضاء الله، ونكثر من هذا الدعاء في أي وقت، خصوصًا في ظلمات الليل، فهو طريق للفرج والمخرج من الضيق، ورزق من حيث لا يحتسب المؤمن".