مخاطر قلة النوم.. ماذا يحدث لجسمك بعد 3 أيام من الأرق؟
يظن البعض أن السهر لبضع ليالٍ أمر بسيط يمكن تعويضه لاحقًا، لكن العلم يؤكد أن قلة النوم المتكررة تترك آثارًا عميقة على الجسم والعقل معًا فالنوم ليس رفاهية، بل عملية حيوية لإعادة شحن الدماغ وتنظيم الهرمونات وتجديد الخلايا وعندما يحرم الجسم من النوم، يبدأ نظامه في الانهيار تدريجيًا دون أن نلاحظ.
في أول ليلة من الأرق، يشعر الشخص بالتعب وعدم التركيز وصعوبة في اتخاذ القرار أما في الليلة الثانية، فيبدأ الدماغ بفقدان القدرة على معالجة المعلومات الجديدة، ويتأثر الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى زيادة التوتر وسرعة الانفعال وبعد ثلاث ليالٍ متواصلة من قلة النوم، تبدأ الهرمونات بالاختلال، فيرتفع هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، وتنخفض هرمونات النمو والمناعة، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات.
تظهر أيضًا أعراض جسدية واضحة مثل شحوب الوجه وانتفاخ العينين وضعف التنسيق الحركي. كما تتأثر الذاكرة قصيرة المدى بشكل كبير، ويصبح التركيز شبه مستحيل. وتشير الدراسات إلى أن قلة النوم تقلل حساسية الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري على المدى الطويل.
أما على صعيد القلب، فقلة النوم ترفع ضغط الدم وتزيد من احتمال الإصابة بجلطات الدم أو الأزمات القلبية، خاصة لدى من يعانون من التوتر المزمن أو السمنة.
كذلك يتأثر المزاج بشكل واضح، إذ ترتفع احتمالات القلق والاكتئاب بسبب اضطراب الناقلات العصبية المسؤولة عن السعادة مثل “السيروتونين”.
وللوقاية من هذه المخاطر، ينصح الخبراء بالحفاظ على روتين نوم ثابت يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا، مع تجنب الكافيين بعد السادسة مساءً، والابتعاد عن الشاشات الزرقاء قبل النوم بساعة على الأقل. كما يُفضل تهوية الغرفة وضبط الإضاءة والحرارة لتشجيع الجسم على الاسترخاء.
النوم الجيد ليس مجرد راحة، بل علاج طبيعي شامل يعيد للجسم توازنه، ويمنح العقل صفاءً لا يضاهى. فساعة نوم مريحة قد توازي يومًا كاملًا من النشاط والصحة.