علاء ولي الدين.. صدمات مبكرة صنعت نجم الكوميديا
ترك الفنان الراحل علاء ولي الدين بصمة لا تُمحى في ذاكرة المشاهد العربي، رغم قصر مسيرته الفنية، حيث عُرف بلقب ناظر الكوميديا، وبقيت أعماله تُعرض باستمرار على الشاشات، لتعيد حضوره البهيج إلى جمهوره حتى بعد مرور أكثر من عقدين على رحيله.

ولد علاء ولي الدين في أسرة بسيطة، وواجه منذ طفولته صدمات شكلت شخصيته، أبرزها وفاة والده المفاجئة وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
وبحسب شقيقه معتز، فإن رحيل الوالد جعل علاء يتحمل المسؤولية مبكرًا، فأصبح بمثابة الأب والأخ للأسرة، واضطر للعمل في وظائف مختلفة لدعم والدته وإخوته، ما رسّخ داخله إحساسًا عميقًا بالمسؤولية.
بدأت مسيرته الفنية بعد عدة محاولات للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ورغم العراقيل والإحباطات في بداياته، نجح في أن يفرض موهبته على الساحة، مقدمًا أعمالًا حققت نجاحًا واسعًا.
تألق على المسرح من خلال مسرحيات مثل حكيم عيون ولما بابا ينام، وشارك في الدراما التلفزيونية بأعمال منها زهرة والمجهول، على الزيبق، إنت عامل إيه، العائلة، إلى جانب ظهوره في فوازير أبيض وأسود.
رسّخ علاء ولي الدين في السينما نجوميته عبر أفلام حققت نجاحًا جماهيريًا، أبرزها عبود على الحدود، الناظر، وابن عز. وكان يستعد لتصوير فيلم عربي تعريفة إلى جانب شريف منير وحنان ترك وخيرية أحمد، لكنه لم يكتمل بسبب رحيله المفاجئ.
ويظل فيلم الناظر أيقونته الأشهر، حيث جسّد فيه عدة شخصيات بمهارة، وترك إفيهات خالدة لا تزال راسخة في وجدان الجمهور حتى اليوم.
استعاد الفنان محمد الصاوي في ذكرى رحيله تفاصيل آخر مكالمة جمعته به قبل وفاته بنصف ساعة، حين أخبره علاء بأنه ذبح الأضحية بمناسبة العيد ودعاه لقضاء السهرة معًا، في إشارة إلى طبيعته البسيطة والمحبّة للحياة.
رحل علاء ولي الدين في 11 فبراير 2003، أول أيام عيد الأضحى، عن عمر ناهز 39 عامًا، نتيجة مضاعفات مرض السكري.
فقدت الكوميديا المصرية برحيله المبكر، نجمًا استثنائيًا، إلا أن أعماله وضحكاته ما زالت حاضرة، لتؤكد أن الفنان الحقيقي يظل حيًا في ذاكرة جمهوره مهما غاب جسده.