إفيهات علاء ولي الدين تتحول إلى تراث كوميدي يردده الأجيال
ترك الفنان الكوميدي الكبير علاء ولي الدين واحدًا من أبرز نجوم جيله، بصمة راسخة في السينما والمسرح من خلال أعمال ما زالت تُصنف كأيقونات فنية، استطاعت أن تجمع بين البساطة والعمق وخفة الظل.
وتحدث النجم محمد هنيدي في لقاء سابق له عن صديقه الراحل قائلًا: "علاء ولي الدين أخويا ولسه حاسس إنه موجود معانا، سيرته معانا طول الوقت، والجمهور دايمًا بيفتكره بكل خير"، مضيفًا أنه عاش حالة إنسانية وفنية مميزة، ورغم رحيله، بقي أثره حاضرًا في حياته.

وأوضح هنيدي أنه ما زال على تواصل مع أسرة صديقه المقرب، ويزور شقيقه معتز دائمًا، مستعيدًا ذكريات مليئة بالحب والوفاء، داعيًا له بالرحمة والمغفرة.
ساهم علاء ولي الدين في إبراز عدد من النجوم الكبار، مثل أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، ومحمد سعد الذي ظهر لأول مرة بشخصية "اللمبي" في فيلم الناظر.
كما شارك في أعمال متنوعة، من بينها كليب راجعين مع عمرو دياب عام 1995 بمشاركة غادة عادل وعزت أبو عوف وطلعت زين وحسين الإمام، وكان آخر أعماله السينمائية فيلم ابن عز، بينما توقف مشروع فيلم عربي تعريفة بسبب وفاته.
وتمثل أبرز نجاحاته في فيلم الناظر عام 2000، الذي أخرجه شريف عرفة وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ففي هذا العمل جسّد علاء ثلاث شخصيات رئيسية: الأب عاشور ناظر المدرسة، الأم جواهر، والابن صلاح الدين.
واعتمد الفيلم على كوميديا الموقف والحركة، وترك مجموعة من "الإفيهات" التي أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية، مثل: أعمل نفسك ميت، كابتن هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمة، ممكن نقف 50 دقيقة حداد على روح بابا، وغيرها من الجمل التي ما زالت راسخة في أذهان الجمهور حتى اليوم.
ورغم قصر رحلته الفنية، إلا أن تميز علاء ولي الدين بروحه المرحة وبساطته وإنسانيته، ما جعله قريبًا من الناس داخل وخارج الشاشة، ولا تزال أعماله تعرض حتى اليوم، لتذكرنا أن الكوميديا الحقيقية لا تحتاج إلى صخب أو مبالغة، بل إلى صدق وبصمة إنسانية مثل تلك التي امتلكها.
رحل علاء ولي الدين في 11 فبراير 2003، عن عمر ناهز 39 عامًا، في أول أيام عيد الأضحى، إثر مضاعفات مرض السكري. ورغم رحيله المبكر، ظل إرثه الفني والإنساني حاضرًا، وضحكاته محفورة في ذاكرة جمهوره، ليبقى “ناظر الكوميديا” علامة فارقة في تاريخ الفن المصري.