بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سراجًا منيرًا

"المولد النبوي".. أول من صدّقت النبي ﷺ وبُشّرت ببيت في الجنة

عصام مسعود عضو مركز
عصام مسعود عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

قال الشيخ عصام مسعود، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في برنامج سراجًا منيرًا المذاع على قناة بوابة الوفد الإلكترونية بمناسبة المولد النبوي الشريف، إن لحظة بدء الوحي كانت من أعظم المواقف في السيرة النبوية، حيث ظهر فيها دور أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، لتكون أول من صدق النبي ﷺ وأول من آمن بدعوته، مؤكداً أن هذا الموقف يمثل صفحة مشرقة من حياة رسول الله ﷺ.

ليالي غار حراء

وأوضح مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كان يختلي بنفسه في غار حراء الليالي ذوات العدد، بعيدًا عن ضوضاء مكة وعبادة الأصنام، متحنثًا ومتعبداً لله على ملة إبراهيم عليه السلام. وفي تلك اللحظة الفارقة جاءه جبريل عليه السلام وقال له: "اقرأ"، فرد النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكررها ثلاث مرات، ثم ضمه جبريل ضمة شديدة، قبل أن يتلو عليه قوله تعالى:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾.

وأشار عضو مركز الأزهر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغار وهو في حالة فزع شديد، مرتجف القلب، حتى دخل على بيته وقال: "زملوني زملوني"، فغطته خديجة رضي الله عنها حتى سكن روعه، ثم قص عليها ما حدث بينه وبين جبريل.

السيدة خديجة بنت خويلد

وأكد أن خديجة رضي الله عنها أظهرت حكمة عظيمة في هذا الموقف، فبثت الطمأنينة في قلب النبي ﷺ، وذكّرته بصفاته وأخلاقه، وقالت له: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، فكانت أول سند معنوي للنبي ﷺ بعد نزول الوحي.

ولفت مسعود إلى أن خديجة لم تكتف بطمأنة النبي ﷺ، بل اصطحبته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان على علم بكتب أهل الكتاب، فأكد له أن الذي جاءه هو ناموس الوحي الذي نزل على موسى عليه السلام.
 

 أول من آمن برسالة النبي

وشدد على أن السيدة خديجة كانت أول من آمن برسالة النبي ﷺ ووقفت خلفه تؤازره بمالها ونفسها، فكانت نعم الزوجة الصالحة والمعين القوي، ولهذا ظل النبي ﷺ وفيًا لها يذكرها دائمًا بالخير، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على امرأة كما غرت على خديجة، لكثرة ما كان يذكرها رسول الله".

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى كافأ خديجة رضي الله عنها، إذ بعث جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ ليبلغها سلام ربها، ويبشرها ببيت في الجنة من لؤلؤ مجوف، لا صخب فيه ولا نصب.

وختم الشيخ عصام مسعود بالتأكيد على أن هذا الموقف العظيم يعلم الأزواج والزوجات معنى السند الحقيقي، والوفاء المتبادل، وكيف يكون التعاون الأسري أساسًا للنجاح، داعيًا الله أن يرزق المسلمين التمسك بسيرة النبي ﷺ وأمهات المؤمنين.