«كيف تُحيي المولد النبوي على أفضل وجه؟»… عبادات يومٍ تتنزّل فيه الرحمات

مع إشراقة ذكرى المولد النبوي الشريف، تتجه قلوب المسلمين إلى السؤال: ما أفضل ما نُحيي به هذه المناسبة الخالدة؟ ينتظر الناس المولد عامًا بعد عام ليجددوا العهد مع سيرة الهادي البشير ﷺ، ويغتنموا أبواب الطاعة المفتوحة في يومٍ امتلأ بالمعاني والبركات.
في السطور الآتية خريطةٌ واضحة لأبرز الأعمال التي يُستحب إتيانها في هذا اليوم، وما يتصل بها من أحكام وآداب.
أفضل العبادات يوم المولد النبوي الشريف
يفضّل كثيرون استثمار يوم المولد النبوي 2025 في أعمالٍ جامعة بين الذكر والقربات وخدمة الناس، ومن أعظمها:
الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ
عبادةٌ أمر الله بها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. الإكثار منها في هذا اليوم يُنعش الروح ويعطّر المجلس.
الصدقة والإحسان وإدخال السرور
أكدت دار الإفتاء المصرية جواز التهادي بشراء حلوى المولد، ورأت في ذلك مظهرًا مشروعًا للفرح بالمناسبة ووسيلة لإدخال البِشر على الفقراء والمحتاجين.
إنشاد المديح وإظهار المحبة للنبي ﷺ
ثبت عن حسّان بن ثابت رضي الله عنه أنه كان ينشد الشعر في مسجد رسول الله ﷺ بإقرارٍ من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستشهاده بقول النبي ﷺ: «أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»؛ وفي هذا دليلٌ على مشروعية الشعر الذي يوقِّر المقام النبوي ويغذّي محبة القلوب.
الفرح المشروع بالمولد عبادة
قرّرت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد طاعةٌ تُقرِّب إلى الله تعالى، إذ هو تعظيمٌ لشعيرة عظيمة واعتزازٌ بنِعمة إرساله ﷺ رحمةً للعالمين.
قراءة السيرة النبوية
فرصةٌ لتجديد المعرفة بسيرة المصطفى ﷺ في نشأته ودعوته وهجرته وجهاده وأخلاقه، حتى يكون الاتّباع على بصيرة.
الدعاء والانكسار بين يدي الله
لا توجد صيغةٌ مخصوصةٌ ثابتة ليوم المولد، لكن يُستحب اغتنام المناسبة بالإكثار من الدعاء بما يفتح الله، مع الالتزام بأدبٍ جامع: ابدأ بالصلاة على النبي ﷺ واختم بها رجاءَ قبول ما بينهما.
صيام يوم المولد النبوي 2025.. الحكم والمقصد
يتساءل كثيرون عن حكم صيام يوم المولد النبوي، وقد بيّنت دار الإفتاء المصرية أن هذا اليوم عظيمٌ تُشكر فيه النعمة بالطاعات، ومن أظهرها الصيام الذي عُدَّ من أفضل العبادات.
كما أشارت إلى أن إظهار الفرح والسعادة بالمولد تعبيرٌ عن شكر المولى على أعظم منّةٍ أُوتيت للبشرية.
وتؤكد الدار مشروعية صيام هذا اليوم على جهة الشكر، وهو اتباعٌ لسنّة النبي ﷺ الذي كان يصوم يوم الإثنين، وهو اليوم الذي وُلد فيه؛ فكان صومه شكرًا لله على نعمه المتتالية.
خلاصة العمل في يومٍ مبارك
- أكثرْ من الصلاة والسلام على النبي ﷺ، واصنع لك وردًا ثابتًا طوال اليوم.
- اجعل لك نصيبًا من الصدقة وصلة الرحم وإدخال السرور.
- أنعش قلبك بصفحاتٍ من السيرة ومديحٍ منضبطٍ يوقر المقام.
- اختم يومك بـ دعاءٍ طويلٍ خاشع، تُقدّمه وتختمه بالصلاة على النبي ﷺ.
- ومن وُفّق للصيام فذلك من أحسن الشكر وأقرب القُرُبات.
- في ذكرى المولد، تتجدّد المحبة وتُستعاد العهود: أن نسير على أثره ﷺ قولًا وعملًا، وأن نجعل من اليوم بابَ أملٍ لِغَدٍ أطيب، وقلوبًا تُكثِر الصلاة عليه حتى تفيض أنوارها على الجوارح والأعمال.