بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

منها الزنجبيل .. توابل تتحول إلى علاج طبيعي داعم لصحة القلب وخافض للكوليسترول

التهاب المفاصل
التهاب المفاصل

منذ قرون، استُخدم الزنجبيل (Zingiber officinale) في الطب الشعبي لعلاج مجموعة من الأعراض، من الغثيان إلى نزلات البرد وأمراض القلب.

واليوم، يعيد العلم الحديث اكتشاف هذا الجذر الذهبي، كاشفًا عن فوائد صحية مدعومة بالدراسات السريرية، خاصةً فيما يتعلق بصحة القلب وخفض مستويات الكوليسترول الضار.

1. الزنجبيل والغثيان: فعالية مثبتة وآمنة
أثبتت الأبحاث أن الزنجبيل يمتلك قدرة ملحوظة على التخفيف من الغثيان والقيء، لا سيما لدى النساء الحوامل والمرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي. 

وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) باستخدام الزنجبيل، سواء على شكل طعام أو شاي، كعلاج طبيعي وفعّال للغثيان.
يرجّح أن الزنجبيل يعمل عبر تأثيره على مستقبلات السيروتونين، مما يُهدئ الجهاز الهضمي ويخفف الانتفاخ والتقلصات.

2. خصائص مضادة للالتهاب والميكروبات
يحتوي الزنجبيل على مركبات فعّالة مثل الجينجيرول والشوجول، التي تساهم في تقليل الالتهابات ومقاومة الأكسدة. 

وأظهرت الدراسات أن الزنجبيل يخفف من نشاط بعض الخلايا المناعية المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
كما أظهرت نتائجه المبدئية قدرته على تقليل ما يُعرف بـ"مصائد العدلات"، وهي هياكل تزيد من تفاقم هذه الحالات عند فرط تكوّنها.

3. الزنجبيل وتخفيف الألم
تشير الدراسات إلى أن الزنجبيل قد يُساعد في الحد من آلام المفاصل، وخاصةً عند المصابين بهشاشة العظام، بالإضافة إلى تخفيف ألم العضلات بعد التمارين. كما يمكن أن يكون فعّالًا في تقليل آلام الدورة الشهرية، بدرجة تُقارن ببعض الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين.

4. دعم صحة القلب وضبط الكوليسترول والسكري
تشير مراجعات علمية حديثة إلى أن الزنجبيل يُسهم في تحسين صحة القلب من خلال خفض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة الكوليسترول النافع (HDL). كما يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، مما يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالنسبة لمرضى السكري، يُظهر الزنجبيل قدرة على تحسين استجابة الجسم للأنسولين، وتنظيم مستويات السكر في الدم، خاصةً عند تناوله بجرعات يومية تتراوح بين 1 و3 غرامات لفترات تصل إلى 12 أسبوعًا.

5. وقاية الدماغ ومكافحة السرطان: أدلة واعدة قيد البحث
تشير أبحاث مختبرية أولية إلى أن الزنجبيل قد يُساعد في الحماية من الأمراض العصبية التنكسية، مثل الزهايمر، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. كما أظهرت تجارب مخبرية قدرته على تثبيط نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية، لكن هذه النتائج لا تزال بحاجة إلى تأكيد عبر تجارب بشرية أوسع.

محاذير الاستخدام والجرعة الآمنة


يُعد الزنجبيل آمنًا عند تناوله ضمن النظام الغذائي أو كشاي. إلا أن الجرعات العالية – أكثر من 4 غرامات يوميًا – قد تسبب حرقة المعدة أو اضطرابات هضمية خفيفة. 

كما يجب الحذر عند استخدامه من قِبل من يتناولون أدوية مميعة للدم أو مرضى السكري وضغط الدم، لتجنب التداخلات الدوائية.


الزنجبيل ليس مجرد مكون مطبخي، بل هو علاج طبيعي يُثبت العلم الحديث فعاليته في دعم الصحة العامة. من تحسين صحة القلب إلى تهدئة الجهاز الهضمي، يقدم هذا الجذر فوائد ملموسة، بشرط الاستخدام المعتدل والواعي. ولمَن يفكر في تناوله كمكمل غذائي، يُنصح دومًا باستشارة الطبيب، لضمان التوافق مع الحالة الصحية والأدوية المستخدمة.