"شوق الحبيب لأمته.. ما ورد في السنة عن بكاء النبي للقائنا

تلقىّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا مؤثرًا من أحد المتابعين، جاء فيه: "هل ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى شوقًا لرؤية أمته من بعده؟"، ليكشف رد لجنة الفتوى الرئيسة بالدار حقيقة الأمر وما ثبت في السنة النبوية المطهرة بشأن هذا المعنى النبيل.
النبي ﷺ يشتاق إلينا
أوضحت لجنة الفتوى أن النصوص الصحيحة الواردة في السنة تؤكد أن رسول الله ﷺ اشتاق إلى رؤية أمته ولقائهم، بل وأبدى رغبته الصادقة في أن يراهم، رغم أنه لم يعش معهم في الدنيا.
واستشهدت اللجنة بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ أتى المقبرة فقال:«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا».
فقال الصحابة متعجبين: "أولسنا إخوانك يا رسول الله؟"، فأجابهم: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد».
وفي رواية أخرى، قال ﷺ بصراحة مؤثرة: «إني لمشتاق إلى إخواني».
معنى الأخوّة هنا
أوضحت دار الإفتاء أن المقصود بـ"إخوان النبي" في هذا الحديث هم المؤمنون الذين سيأتون بعده، ويؤمنون به دون أن يروه، وهو ما يشمل كل مسلم ومسلمة جاءوا بعد زمن الصحابة الكرام، حتى يوم القيامة.
دلالة الحديث
هذا الحديث يحمل رسالة حب ووفاء من النبي ﷺ لأمته، ويعكس حرصه عليهم وشوقه للقائهم، وهو ما ينبغي أن يقابله المسلم بمزيد من المحبة والطاعة، والتمسك بسنته، والاستعداد للقائه على الحوض يوم القيامة.
لم يثبت في السنة نص صريح يفيد بأن النبي ﷺ بكى شوقًا لرؤية أمته، لكن ثبت يقينًا أنه عبّر عن شوقه وحنينه إليهم، ووصفهم بإخوانه، وهو شرف عظيم لكل من تمسّك بدينه دون أن يرى نبيه، مؤمنًا به محبًا له، منتظرًا للقائه في دار الخلود.