"القابض والباسط".. علي جمعة يوضح سر تجليات الله في الكون

في تفسير روحاني عميق لأسماء الله الحسنى، تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن اسمَيْ الله تعالى: "القابض والباسط"، مبينًا كيف يتجلى هذان الاسمان في حياة الإنسان والكون بأسره.
وقال جمعة إن الله سبحانه وتعالى هو القابض وهو الباسط في آنٍ واحد، يرزق من يشاء بغير حساب، ويضيق على من يشاء لحكمة يعلمها وحده، مشيرًا إلى أن البعض يُبسط له في الرزق وفي النفس، فيعيش حالة من الانشراح والسعادة، بينما يُقبض على آخر، فيشعر بضيق أو اكتئاب، وكل ذلك من مظاهر تجلي الله بأسمائه وصفاته على الكون.
القبض والبسط
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن القبض والبسط لا يقتصران على الحالة النفسية للإنسان فقط، بل يظهران أيضًا في أرزاق العباد، وفي سلوكيات المخلوقات، مستشهدًا بمشاهد الرحمة التي نراها في عالم الحيوان والنبات والإنسان، حيث تتجلى صفات الله، كالرحمة، في أفعال الخلق.
وأضاف جمعة أن اسم "القابض" يدل على كمال القدرة الإلهية، وهو اسم يدعونا إلى الالتجاء إلى الله والتعلق به وحده دون سواه، خاصة في لحظات الضيق والكآبة. فحين يشعر الإنسان بالقبض أو الحزن، فعليه أن يعود فورًا إلى الله، لأنه هو المسبب وهو الشافي وهو الراحم.
القبض محنة فيها منحة
وأشار المفتي السابق إلى أن القبض قد يكون في بعض الأحيان نتيجة معصية، وكأن الله سبحانه وتعالى ينبه العبد للرجوع إلى طريق الطاعة والالتزام، "فكأن القبض محنة فيها منحة"، على حد وصفه.
وحذر الدكتور علي جمعة من استمرار حالة القبض دون علاج أو التفات، لأنها قد تؤثر في النفس والعقل حتى تصل إلى مرض يحتاج إلى تدخل طبي، مؤكدًا أهمية اللجوء إلى الذكر فور الشعور بالضيق، والتسبيح بأسماء الله الحسنى، مثل: يا لطيف، يا واسع، يا قابض يا باسط برحمتك أستغيث.
وختم حديثه بقول الله تعالى:{أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ}، مؤكدًا أن الله سبحانه تجلى علينا بأسمائه وصفاته حتى نعرفه ونتعلق به، فنعود إليه في السراء والضراء، ونسارع إلى ذكره، لنجد السكينة والاطمئنان.