عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

جمعة: النجاة من الفتن بالقرآن والعمل الصالح.. والرويبضة خطر على وعي الأمة

بوابة الوفد الإلكترونية

حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، من خطورة الفتن التي تعصف بالمجتمعات وتغيب فيها معالم الحق، مشيرًا إلى أن النجاة منها لا تكون إلا بالإكثار من الأعمال الصالحة، والتشبث بكتاب الله عز وجل، والابتعاد عن أهل الباطل والدجل.

وقال الدكتور علي جمعة إن المؤمن في زمن الفتن مطالب بأن يبادر إلى أعمال الخير، استجابة لأمر النبي ﷺ الذي قال:"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا"
[رواه مسلم].

وأوضح أن المقصود بالمبادرة هنا هو المسارعة إلى الطاعة، والفرار إلى العبادة، لأنها تُثبّت الإيمان وتعين على الثبات في أوقات الغموض والاضطراب. مستشهدًا كذلك بقول النبي ﷺ:"العبادة في الهرج كهجرة إليَّ"[رواه مسلم]، أي أن للعبادة في زمن الفتن والاضطراب فضل عظيم وأجر كبير، يُشبه أجر الهجرة إلى النبي ﷺ في العهد الأول من الإسلام.

العبادة في زمن الفتن.. موقف مقاوم

وفي تعقيبه على هذه الأحاديث، أشار الدكتور علي جمعة إلى تعليق الحافظ ابن رجب الحنبلي، الذي بيَّن أن سرّ هذا الفضل العظيم للعبادة في زمن الفتن، هو أن الناس في تلك الأوقات يتبعون أهواءهم ويعرضون عن الدين، فتكون العبادة حينها علامة صدق وثبات، أشبه بالهجرة من الجاهلية إلى رسول الله ﷺ.

وأضاف: "العبادة هنا ليست فقط وسيلة للنجاة، بل هي أيضًا موقف مقاوم للباطل، وإعلان ولاء لله ورسوله، في وقت يبيع فيه الناس دينهم من أجل مصالح دنيوية زائلة".

القرآن.. حبل النجاة من الفتنة

واستطرد عضو هيئة كبار العلماء مؤكدًا أن من أعظم ما يعين المسلم على الخروج من الفتن هو التمسك بكتاب الله عز وجل، واصفًا إياه بـ"حبل النجاة المتين"، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه:"ستكون فتنة، قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم..."
[رواه البيهقي في شعب الإيمان].

وشدد الدكتور علي جمعة على أن القرآن الكريم لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة التكرار، وهو الفصل بين الحق والباطل، والدليل إلى الصراط المستقيم.

فتنة "الرويبضة" وتزييف الوعي العام

وانتقل فضيلته للحديث عن نوع آخر من الفتن، وهو اختلاط الحق بالباطل، حتى يصعب التفريق بينهما، موضحًا أن هذا اللون من الفتن أخبر عنه القرآن الكريم، في قوله تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}
[سورة الأحزاب: 18]،
حيث وصف الله عز وجل المندسين الذين يلبّسون الحق بالباطل ويثبطون العزائم.

ولفت إلى أن هذه الحالة من تزييف الوعي سبق أن حذّر منها النبي ﷺ حين قال:"يأتي على الناس سنوات خدّاعات؛ يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"
فقيل: وما الرويبضة؟
قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"
[رواه أحمد وابن ماجه].

وأكد الدكتور علي جمعة أن الأمة الإسلامية اليوم تواجه موجة من "الرويبضة" الذين يتصدّرون المشهد الإعلامي والثقافي دون وعي ولا علم، ويؤدون دورًا خطيرًا في تضليل الناس، وتقديم الباطل في صورة الحق، في محاولة لتشويه الثوابت، وإرهاب العقول باسم الحرية والتنوير.

دجالون العصر.. وجنة من نار

وفي مشهد بليغ شبهه الدكتور علي جمعة بما ورد في حديث النبي ﷺ عن الدجال، أشار إلى أن من يتصدرون اليوم المشهد وهم بلا علم ولا صلاح، يشبهون دجالين يسوقون الجحيم للناس باسم الجنة، فقال ﷺ:"يخرج الدجال، معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره"
[رواه أحمد وأبو داود].

الصبر والوعي.. أساس النجاة

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور علي جمعة إلى الصبر والثبات، والتمسك بالحرية الملتزمة بالحق والدين، وعدم الانجرار وراء الشعارات البراقة التي لا تستند إلى علم أو هدى، مؤكدًا على أهمية الإعلام الجاد في بناء وعي صحيح، وفضح تفاهة "الرويبضة" التي سرعان ما تكشفها التجربة والواقع.

وختم فضيلته حديثه قائلًا: "لن ننجو من الفتن إلا إذا عرفنا طريق الحق، وتمسكنا به، وعرفنا الباطل فاجتنبناه، وأدركنا أن العبادة والعلم والوعي هي أدوات النجاة، لا الهروب أو الاستسلام".