لماذا يُوصي الأطباء بالنظام الغذائي المتوسطي؟ أسرار الصحة والعمر الطويل في طبق

لطالما حظي النظام الغذائي المتوسطي بإشادة الأطباء وخبراء التغذية بوصفه أحد أكثر الأنظمة فاعلية في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.
ولا يكمن السر فقط في بساطة مكوناته، بل في قدرته المثبتة علميًا على تقليل الالتهابات، والتي تُعد جذرًا مشتركًا للعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والخرف، والتهاب المفاصل، والسرطان.
تشرح الدكتورة آني مور، أخصائية الطب الباطني في جامعة كولورادو، أن هذا النظام "يحافظ على توازن الأنظمة الأساسية في الجسم"، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية طويلة المدى.
ويدعم هذا التوجه أيضًا الدكتور فرانك هو من جامعة هارفارد، الذي أشار إلى أن مكونات النظام، مثل زيت الزيتون والمكسرات والأسماك، تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
زيت الزيتون... أكثر من مجرد دهون صحية
يُعد زيت الزيتون البكر الممتاز حجر الأساس في النظام الغذائي المتوسطي، وهو غني بمضادات الأكسدة، أبرزها "الأوليوكانثال"، الذي أظهرت دراسات أنه يعمل بشكل مشابه لمضادات الالتهاب الدوائية مثل الإيبوبروفين.
وتُوصي مؤسسة التهاب المفاصل بإدخاله ضمن النظام اليومي لما له من أثر إيجابي في تخفيف أعراض الالتهاب.
البروتين الذكي... الأسماك أولًا
الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل تشكل خيارًا ذكيًا لمصادر البروتين، لاحتوائها على أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي ضرورية للوظائف العصبية وتقليل الالتهاب، ويُفضل طهو هذه الأسماك بزيت الزيتون للحفاظ على فوائدها وتعزيز التأثير الوقائي ضد الأمراض المزمنة.
الخضراوات والفواكه... تعزيز للمناعة والدماغ
ينصح الخبراء بالإكثار من الخضراوات الورقية الداكنة، والفواكه الغنية بفيتامين C مثل التوت والكرز والطماطم.
وتحتوي هذه الأطعمة على مضادات أكسدة تحمي خلايا الجسم من التلف التأكسدي.
وكما تقول اختصاصية التغذية جوليا زومبانو: "مضادات الأكسدة تعمل كدرع واقٍ للخلايا، تمامًا كبطانية تحميها من الضرر".
أنواع متعددة... هدف واحد
تفرعت من النظام المتوسطي أنظمة فرعية أكثر تخصصًا، مثل حمية MIND، التي تركز على دعم الدماغ مع التقدم في العمر، وحمية DASH المصممة لخفض ضغط الدم، كلتا الحميتين تشتركان في المبادئ الأساسية للنظام المتوسطي، مما يعزز مكانته كنموذج غذائي شامل.
العدو الخفي.. الأطعمة فائقة المعالجة
في المقابل، يُنصح بشدة بتجنب الأطعمة فائقة المعالجة مثل اللحوم المدخنة، المشروبات الغازية، ورقائق البطاطس.
وترتبط هذه الأغذية بزيادة مستويات الالتهاب وارتفاع خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السرطان.
التحول السهل يبدأ من طبقك
يشير الأطباء إلى أن إدخال خيارات صحية إلى النظام الغذائي قد يكون أسهل من محاولة التخلص من العادات السيئة دفعة واحدة.
واستبدل الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل، أضف حفنة من المكسرات أو الطماطم إلى سلطتك، وتناول التوت كتحلية خفيفة حتى التغييرات البسيطة، مثل استبدال الزبدة بزيت الزيتون، تصنع فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.