دراسة تكشف علاقة عسر الهضم والقولون العصبي بفيروس كوفيد

كوفيد 19 .. أظهرت دراسة طبية جديدة ارتفاعًا حادًا في اضطرابات الأمعاء والدماغ مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) وعسر الهضم الوظيفي، في أعقاب جائحة كوفيد-19، ما دفع الباحثين إلى النظر بجدية في العلاقة بين هذه الحالات والفيروس الذي أثّر على حياة البشرية جمعاء.
وقد استندت الدراسة إلى مقارنة بيانات من المملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل الجائحة في عام 2017 وبعدها في عام 2023، لتكشف عن قفزات مقلقة في معدلات الإصابة.

زيادة مقلقة في متلازمة القولون العصبي وعسر الهضم

بحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Clinical Gastroenterology and Hepatology، ارتفعت حالات متلازمة القولون العصبي بنسبة 28%، من 4.7% إلى 6% من السكان. كما سجل عسر الهضم الوظيفي ارتفاعًا بنسبة 44%، من 8.3% إلى 11.9%، وهو اضطراب يسبب آلامًا في المعدة، وانتفاخًا، وشعورًا مبكرًا بالشبع.

ويصنف الأطباء هذه الاضطرابات ضمن فئة "تفاعل الأمعاء والدماغ"، إذ يُعتقد أن اختلال التواصل بين الجهازين العصبي والهضمي هو العامل الرئيسي خلف الأعراض.

كوفيد في دائرة الاتهام

تشير نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من كوفيد لفترة طويلة، وهي الحالة التي تستمر فيها الأعراض لأكثر من 12 أسبوعًا بعد الإصابة بالفيروس، معرضون بدرجة أكبر للإصابة بهذه الاضطرابات المعوية والعصبية. 

وربط الباحثون هذه الحالة سابقًا بالإرهاق، وضيق التنفس، وضعف العضلات، لكن النتائج الجديدة توضح أنها قد تمتد لتشمل اضطرابات هضمية مزمنة ومزعجة.

ومن المقلق أيضًا أن المرضى الذين يعانون من كوفيد الطويل أفادوا بتدهور في الصحة النفسية، وارتفاع مستويات القلق والاكتئاب، فضلًا عن تراجع ملحوظ في جودة الحياة.

تأثيرات تمتد إلى الدماغ

و لا تتوقف نتائج الدراسات الحديثة عند الجهاز الهضمي، بل تكشف عن صلة وثيقة بين كوفيد الطويل وتلف الدماغ، إذ تبيّن أن الأشخاص المصابين يعانون من انخفاض في مستويات البروتينات الوقائية وارتفاع في مؤشرات الالتهاب الدماغي، وهي عوامل ترتبط عادة بظهور الخرف. 

وتشير أبحاث أجريت في الولايات المتحدة إلى أن المصابين بكوفيد الطويل قد يكونون أكثر عرضة بخمس مرات للإصابة بالخرف المبكر.

خطر طويل الأمد يستدعي تحركًا عاجلًا

تشير التقديرات إلى أن نحو مليوني شخص في المملكة المتحدة زوحدها أصيبوا بكوفيد طويل، من بينهم 1.3 مليون لا تزال أعراضهم مستمرة لأكثر من عام. 

وفي ظل ما تكشفه الدراسات الحديثة من تداعيات جسدية ونفسية ممتدة، يرى الخبراء ضرورة التوسع في الأبحاث وتكثيف الدعم الصحي والنفسي للمصابين، تفاديًا لموجة خفية من الأعراض المزمنة التي تهدد الصحة العامة.