بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خطيب الحرم النبوي: النميمة خيانة إن كانت صدقًا.. وكذب إن كانت افتراءً

بوابة الوفد الإلكترونية

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الشيخ حسين آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله تعالى وطاعته في السر والعلن، موضحًا أن تقوى الله هي السبيل الأقوم للفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وهي التي تحفظ للعبد دينه ودنياه، وتحقق بين المسلمين روح الأخوّة الصادقة والمودّة الخالصة.
 


الفتنة

وفي خطبته اليوم الجمعة من رحاب المسجد النبوي الشريف، شدد فضيلته على أهمية تحقيق الأسباب المؤدية إلى ترسيخ أواصر المحبة والوئام بين المسلمين، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية حرصت على وحدة الصف وجمْع الكلمة، ونهت عن كل ما يزرع الفتنة ويغرس بذور العداوة بين القلوب.

وأوضح الشيخ حسين آل الشيخ أن من أخطر السلوكيات التي تهدم هذا الأصل وتُضعف بنيان المجتمع المسلم هي النميمة، واصفًا إياها بأنها "مسلك وخيم ووصف ذميم"، لما تسببه من إفساد بين الناس، وزرع للعداوة والبغضاء، وإثارة للفتن وتمزيق لوحدة الأمة. وأشار إلى أن النميمة تُسقط المروءة، وتُضعف الثقة، وتهتك الأستار، وتورث الأحقاد.
 


النميمة 
 

وأكد فضيلته أن النصوص الشرعية جاءت بالتحذير الشديد من هذا الخُلق الذميم، مشيرًا إلى أن النميمة ذُكرت في القرآن الكريم في سياق الذم والتقبيح، كما في قوله تعالى:(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ، مُعْتَدٍ أَثِيمٍ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ) [القلم: 10-13].

كما أشار إلى وعيد النبي صلى الله عليه وسلم للنمام، إذ قال في الحديث الشريف: "لا يدخل الجنة قتات"، أي نمام، وفي رواية أخرى: "المشّاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت"، موضحًا أن النميمة تندرج تحت كبائر الذنوب لما فيها من شر مستطير وفساد عظيم.

وبيّن فضيلة الإمام أن النميمة تجمع بين عدة محرمات: فإن كان النمام صادقًا في نقله فهو خائن؛ لأنه ينقل الكلام بما يوقع الفتنة، وإن كان كاذبًا فهو داخل في جريمة الكذب والبهتان، وكل ذلك من كبائر الذنوب التي توعد الله ورسوله فاعلها.

وفي سياق التحذير العملي، أشار الشيخ حسين آل الشيخ إلى منهج العلماء في التعامل مع من تُنقل إليه النميمة، مؤكدًا على وجوب عدم تصديق النمام، وضرورة نهيه عن فعله، وأن يتثبت السامع ويتأنى، وألا يُسيء الظن بإخوانه المسلمين، ولا يجعل ما سمعه مدخلًا للتجسس عليهم أو نشر ما نُقل إليه.

ودعا فضيلته إلى ضبط اللسان وحُسن استعماله فيما يُرضي الله، مبينًا أن اللسان طريق إلى الجنة أو النار، مستشهدًا بقول الله تعالى:(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]،وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".