دار الإفتاء توضح حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا

يتساءل كثير من المسلمين عن حكم قضاء الصلوات التي تُركت عمدًا، خاصةً أن الصلاة تمثل الركن الثاني من أركان الإسلام، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.
وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل من خلال منشورات رسمية حديثة، موضحة ما إذا كان القضاء وحده يرفع الإثم، ومتى يجب التوبة، وكيفية أداء الفوائت الكثيرة.
القضاء واجب.. والتوبة لا تسقطه
أكدت دار الإفتاء أن قضاء الصلاة المفروضة واجبٌ في جميع الأحوال، سواء فاتت بعذرٍ غير مسقط أو تُركت عمدًا دون مبرر شرعي.
وأضافت أن مجرد التوبة لا يُسقط وجوب القضاء، لأن من شروط التوبة الصحيحة الإقلاع التام عن الذنب، وهو ما لا يتحقق إلا بأداء ما فُرِض.
ونشرت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" أن من ترك صلاة عامدًا فعليه قضاء ما فاته مع التوبة، مشيرةً إلى أن الإثم لا يُرفع عنه إلا بإتمام كلا الأمرين معًا.
حكم من ترك صلوات كثيرة
وفي فتوى سابقة، أوضحت دار الإفتاء أن المسلم مُطالَبٌ بقضاء كل الصلوات التي فاتته، حتى وإن كانت كثيرة، ويُستثنى من ذلك فقط ما فاتها النساء بسبب الحيض أو النفاس. واستشهدت بحديث النبي ﷺ الوارد في الصحيحين عن أنس بن مالك:«مَن نسي صلاةً فليُصلِّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك»
كما استشهدت بالآية الكريمة:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14].
واستدلت أيضًا بحديث ورد في صحيح مسلم:«فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ»،
لتؤكد أن من وجب عليه القضاء بسبب النسيان – وهو معذور – فالأَولى أن يجب القضاء على من تركها عمدًا دون عذر.
كيفية قضاء الفوائت
وحول الكيفية، أفادت دار الإفتاء أن من ترك صلوات كثيرة حتى عجز عن ترتيبها، فلا حرج عليه أن يقضيها بلا ترتيب، بحيث يصلي مع كل فريضة حاضرَة، فريضة فائتة أو أكثر، حتى يغلب على ظنه أنه قد أتم ما عليه.
كما نقلت الإفتاء عن الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه "المغني" قوله:"إذا كثرت الفوائت عليه يتشاغل بالقضاء، ما لم يلحقه مشقة في بدنه أو ماله، فإن لم يعلم قدر ما عليه فإنه يعيد حتى يتيقن براءة ذمته".
وأشار إلى أن الأفضل في هذه الحالة الاقتصار على قضاء الفرائض دون الانشغال بالسنن أو النوافل بينها، لضمان إخراج ذمته من هذا الدين الشرعي العظيم.