هل الصلاة السريعة باطلة؟.. دار الإفتاء توضح

تلقّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من إحدى المتابعات، تُدعى فاطمة من محافظة أسوان، تستفسر فيه عن حكم إعادة الصلاة إذا أدّتها بسرعة بسبب المرض أو التعب، وجاء الرد من الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال مداخلة تلفزيونية.
الطمأنينة ركنٌ أصيل من أركان الصلاة
أكد الشيخ عويضة أن الأصل في الصلاة أن تُؤدّى على وجهٍ يُحقق الخشوع والطمأنينة، موضحًا أن الاستعجال في الصلاة ليس محرمًا بذاته، وإنما يُعد إشكالًا إذا ترتّب عليه الإخلال بأي ركن من أركان الصلاة، كالركوع أو السجود أو الاعتدال بينهما.
وأضاف أن من يُسرع في صلاته لدرجة تفقدها الطمأنينة المطلوبة شرعًا، فإن صلاته تكون غير صحيحة، مشيرًا إلى الحديث الشريف الذي رواه البخاري، عن النبي ﷺ حين رأى رجلًا يُصلي بسرعة فقال له:"ارجع فصلّ فإنك لم تصلِّ"
وذلك لأنه لم يطمئن في صلاته، ولم يُؤدّ أركانها على الوجه الصحيح.
الشريعة تراعي حالة المريض.. لكن بشروط
وفيما يخص المريض أو المتعب، أوضح أمين الفتوى أن الشريعة الإسلامية تراعي ظروف المكلفين، وتُخفف عنهم بقدر طاقتهم، لقوله تعالى:{لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286].
ولذلك، يجوز للمريض أن يُصلي وهو جالس أو مستلقي أو بأي صورة يقدر عليها، لكن بشرط أداء الصلاة بخشوع وطمأنينة، حتى وإن كانت حركاته محدودة بسبب المرض، فإن المطلوب هو استحضار الخشوع وأداء الأركان بقدر المستطاع.
هل تجب الإعادة لمن صلى بسرعة بسبب التعب؟
أجاب الشيخ عويضة بأن إعادة الصلاة غير واجبة في حال أداها المريض أو المتعب على قدر استطاعته، مع المحافظة على الطمأنينة وأداء الأركان، حتى إن كانت صلاته سريعة نسبيًا، ما دام لم يُخلّ بشروط الصلاة.
دعوة للتأني والسكينة في العبادة
واختتم أمين الفتوى تصريحه بتأكيده على أن الخشوع والتأني في الصلاة هو المقصد الأعلى من العبادة، وليس مجرد تأدية الحركات.
ودعا المسلمين إلى أداء الصلاة بتأنٍّ وسكينة، وأن يمنحوا أنفسهم فرصة للوقوف بين يدي الله بقلوب حاضرة لا أجساد مُسرِعة، مشيرًا إلى أن الطمأنينة هي مفتاح القبول، وسرّ روح الصلاة.