عالم أزهري: الخوض في خلافات الصحابة من أعظم المهالك

أكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر
فرع أسيوط، وجوب الإمساك عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم، مشددًا على أن الخوض في خلافاتهم يُعد من أعظم المهالك التي قد يقع فيها المسلم.
وجاء ذلك ردًا على سؤال ورده من أحد متابعيه من المغرب، حول الموقف من الخلاف الذي وقع بين الصحابيين الجليلين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حيث أوضح الدكتور مرزوق أن ما جرى بينهم لا يجوز التوسع فيه أو اتخاذه وسيلة للطعن في الصحابة أو الانتقاص منهم.
تحذير من سب الصحابة
وأوضح الدكتور مرزوق، عبر صفحته الرسمية، أن بعض الأشخاص على مواقع التواصل ووسائل الإعلام أصبحوا يتخذون من الحديث عن الصحابة مادة للطعن والتشكيك، مؤكدًا أن هذا من المسالك الخاطئة التي قد تجر إلى الكفر والنفاق والطغيان، مستشهدًا بقول الله تعالى عن أهل النار:«وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ» [المدثر: 45].
كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، رواه الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم: 6285).
ضوابط التعامل مع سيرة الصحابة
وأشار الأستاذ الأزهري إلى عدد من الضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند الحديث عن الصحابة، كما وردت في فتاوى دار الإفتاء المصرية:
1. حب جميع الصحابة بلا إفراط أو تفريط، وعدم سبّ أي منهم.
2. احترام الصحابة لتشرفهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحريم الطعن فيهم.
3. التحري والدقة في نقل سيرهم، والاعتماد على مصادر موثوقة دون نقدهم أو الحكم عليهم.
4. التنبيه على خطورة الطعن فيهم، لما في ذلك من مخالفة للدين وعرض للحرمان من رحمة الله.
وجوب الإمساك عما جرى بينهم
وختم الدكتور مختار مرزوق حديثه بنصيحة واضحة: «يجب الإمساك عما جرى بين الصحابة حتى لا يهلك المسلم نفسه»، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا»، رواه الطبراني بإسناد حسن، وصححه الإمام العراقي في تخريج الإحياء.