سمير فرج: مصر لا تضع رقبتها تحت رحمة أحد.. ومستعدون لشراء طائرات الصين الشبحية

في ظل تصاعد التوتر غير المسبوق بين مصر وإسرائيل، تزامنًا مع تعزيز الانتشار العسكري المصري في سيناء والإسرائيلي في غزة، بدأت القاهرة وبكين مناورات جوية مشتركة هي الأولى من نوعها بين البلدين بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية.
وقد أثارت هذه المناورات قلقًا في تل أبيب، حيث طرحت تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية حول مدى تأثيرها على اتفاق السلام القائم بين مصر وإسرائيل، خاصة وأن الإعلام الصيني وصفها بأنها "تاريخية" و"الأولى من نوعها"، ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف مايو.
عقدة "7 أكتوبر"
وعلق الإعلامي معتز بالله عبد الفتاح على هذه التطورات خلال تقديم برنامجه “استراتيجيا” المذاع على قناة “المشهد”، مشيرًا إلى أن إسرائيل فقدت إحساسها بالأمان تمامًا بعد أحداث 7 أكتوبر، وأصبح لديها ما يشبه "عقدة" تجاه أي تحركات عسكرية في المنطقة.
وأوضح أن إسرائيل تتعامل الآن مع أي مناورات أو صفقات سلاح أو تحركات للجيوش المجاورة على أنها موجهة ضدها.
مصر تنفذ تدريبات مشتركة منذ عقود
من جانبه، أوضح المفكر الاستراتيجي والمدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، اللواء الدكتور سمير فرج، أن مصر من أكثر الدول العسكرية في العالم التي تجري تدريبات مشتركة، وأن هذا الأمر بدأ منذ أكثر من 40 عامًا مع الولايات المتحدة الأمريكية في تدريبات "برايت ستار".
وأكد اللواء فرج أن التخطيط للتدريب المشترك المصري الصيني تم منذ يوليو الماضي، أي قبل الأحداث الأخيرة في غزة، وأنه يأتي في إطار "الانفتاح العلمي العسكري" الذي تبنته مصر لتنويع مصادر سلاحها وعدم الاعتماد على طرف واحد.
رفع الكفاءة القتالية
وشدد اللواء فرج على أن هذه التدريبات ليست موجهة ضد أي طرف، ولكنها تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة القتالية للجيش المصري ليكون قادرًا على حماية الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن الصين تمتلك طائرات متقدمة جدًا، وأن التدريب المشترك يتيح للطيارين المصريين الاحتكاك بأساليب جديدة.
احتمالية شراء مصر لطائرات صينية
ولفت اللواء فرج إلى أن التدريبات المشتركة تتيح لمصر تقييم الطائرات الصينية الحديثة وإمكانية شرائها في المستقبل، خاصة وأن مصر كانت أول دولة تشتري طائرات "رافال" الفرنسية، مما فتح الباب أمام دول أخرى في الشرق الأوسط.
مصر تختار السلاح الذي يناسب تهديداتها:
وأوضح اللواء فرج أن مصر تختار السلاح الذي يناسب تهديداتها واحتياجاتها، مشيرًا إلى التحديات المتعلقة بأعالي النيل والتي تتطلب قوات جوية قادرة على الوصول إلى هناك، وهو ما دفع مصر لشراء طائرات "رافال" ذات المدى الأطول.
وأكد أن مصر لا تضع رقبتها تحت رحمة أي دولة في مجال التسليح، وأنها قد تتجه لشراء طائرات صينية إذا ثبتت كفاءتها ومناسبتها لاحتياجاتها.
اقرأ المزيد..