عالم أزهري: لا إثم على من أخّر الحج بعد الاستطاعة

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه لا إثم على من أخّر أداء فريضة الحج بعد تحقق الاستطاعة، ما دام قد أداها في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة بين من يرى وجوب الحج على الفور، ومن يرى جواز التراخي.
الاستطاعة التي يُبنى عليها وجوب الحج
وأوضح لاشين أن الاستطاعة التي يُبنى عليها وجوب الحج تشمل القدرة البدنية والمالية، لافتًا إلى أن من لا يملك الزاد والراحلة، أو لا يستطيع بدنيًا، فلا يجب عليه الحج حتى تتحقق له هذه الشروط، أما من كان عاجزًا بدنيًا لكنه يملك المال، فعليه أن يُنيب غيره بالحج عنه، وفقًا لرأي جمهور الفقهاء.
وأشار إلى أن من العلماء من يرى أن الحج يجب أداؤه فور تحقق الاستطاعة، مستندين إلى حديث النبي ﷺ:"من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الدابة، وتعرض الحاجة"[رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه]، وكذلك إلى قوله ﷺ:"من ملك زادًا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا"
[رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب].
الحج واجب على التراخي
وأضاف لاشين أن الفريق الآخر من العلماء يرى أن الحج واجب على التراخي، ويجوز تأخيره عن أول عام تتحقق فيه الاستطاعة، مستدلين بأن النبي ﷺ لم يحج إلا في العام العاشر من الهجرة، رغم أن الفريضة نزلت في العام التاسع، وهو ما فسّره البعض بانشغاله ﷺ في استقبال الوفود حينها.
وختم الدكتور عطية لاشين بقوله:"رغم أن الرأي الذي يجيز التراخي معتبر، إلا أن الأفضل للمسلم أن يبادر بأداء الفريضة فور استطاعته، عملًا بقول الله تعالى: ﴿فاستبقوا الخيرات﴾ [البقرة: 148]، وقوله: ﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة﴾ [آل عمران: 133]، لما في التعجيل من بركة، ولأن الإنسان لا يدري ما يعترضه من موانع في المستقبل".