بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة واحدة.. لتنشيط القلب وزيادة اليقين

بوابة الوفد الإلكترونية

يحرص المسلمون على تعميق إيمانهم خاصة بعد شهر رمضان الكريم، لتقوية صلتهم بالله عز وجل، ولذا يتساءل كثيرون عن كيفية تجديد الإيمان في قلوبهم.

 وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "جددوا إيمانكم" يشير إلى أهمية الإكثار من ذكر الله، وخاصة كلمة التوحيد، وهى  قول "لا إله إلا الله"، لما لها من تأثير عظيم في تنشيط القلب وزيادة اليقين.

فضل كلمة التوحيد في تجديد الإيمان

أكد مرزوق أن تجديد الإيمان لا يكون إلا بتقوية العقيدة وزيادة الذكر والتقرب إلى الله، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله".

وقد ورد هذا الحديث في عدة مصادر موثوقة، منها مسند الإمام أحمد (ج 16، ص 289) ومجمع الزوائد (ج 10، ص 82)، حيث أكد المحققون حسن إسناده، كما صححه الإمام السيوطي في "الجامع الصغير" (ج 3، ص 345).

تفسير العلماء لمعنى الحديث

١- تجديد الإيمان بالمداومة على الذكر

ذكر الإمام ابن رجب الحنبلي أن كلمة التوحيد تجدد ما قد يندرس من الإيمان في القلب، موضحًا أن التكرار المستمر لقول "لا إله إلا الله" يزيد القلب نورًا ويقينًا، ويفتح للذاكر أبوابًا من الفهم والبصيرة.

وفي هذا السياق، أورد الإمام المناوي أن تجديد الإيمان يتم عبر الاستمرار في ذكر كلمة التوحيد، لأنها تحيي القلب، وتزيد المسلم قربًا من الله، وتفتح له آفاق الفهم الروحي العميق.

٢- ارتباط الذكر بقوة الإيمان وكثرة الثواب

أوضح الشيخ الساعاتي في كتابه بلوغ الأماني (ج 14، ص 214) أن هذه الكلمة الشريفة، التي بها يدخل الإنسان الإسلام، هي ذاتها التي تجدد إيمانه كلما رددها، مبينًا أن من يكثر من قول "لا إله إلا الله" يزيد في قوة إيمانه وكسبه للحسنات، إذ أن فضل الله واسع لا حدود له.

رسالة إلى المسلمين: أكثروا من قول لا إله إلا الله

في ختام حديثه، وجه الدكتور مختار مرزوق نصيحة للمسلمين، مؤكدًا على أهمية المداومة على الذكر، وبالأخص كلمة التوحيد، لما لها من فضائل عظيمة، ليس فقط في تجديد الإيمان، ولكن في طمأنينة القلب، ورفع الدرجات، ومحو الذنوب، وإدراك معاني التوحيد الحقيقية.

كما دعا المسلمين إلى نشر هذه الفائدة بين الآخرين، لينتفع بها الجميع، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الدال على الخير كفاعله"، وبهذا، يبقى الذكر هو مفتاح تقوية العلاقة مع الله، وتجديد الإيمان في كل لحظة.