بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الأزهر للفتوى: صلاة التهجد سنة مؤكدة وأحب الصلوات إلى الله

صلاة التهجد
صلاة التهجد

 في العشر الأواخر من رمضان، يزداد الحديث عن صلاة التهجد، تلك الصلاة التي تعدّ من أرقى العبادات وأحب القربات إلى الله، التي يُحرص على إقامتها في هذه الأيام المباركة، حيث تُرجى فيها ليلة القدر، وهي الليلة التي "خيرٌ من ألف شهر".

ما هي صلاة التهجد؟

 أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة التهجد هي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، وتندرج تحت قيام الليل، لكنها تُؤدّى بعد النوم، أي أن المسلم ينام ثم يستيقظ ليؤديها، ووقتها يبدأ من بعد صلاة العشاء ويمتد حتى الفجر.

 وقد ورد في فضلها حديث النبي ﷺ: "أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا" (متفق عليه).

أفضل وقت لصلاة التهجد:

 يُعد الثلث الأخير من الليل هو أفضل وقت لصلاة التهجد، وهو الوقت الذي ينزل فيه الله عز وجل إلى السماء الدنيا، كما جاء في الحديث القدسي: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ" (متفق عليه).

لذلك يُستحب للمسلم أن يؤخر تهجده إلى هذا الوقت، لأنه وقت الرحمة والاستجابة والعتق من النيران، وهو أفضل وقت للدعاء والاستغفار.

كيف نصلي التهجد؟

 صلاة التهجد ليس لها عدد معين من الركعات، فيمكن أن يصليها المسلم ركعتين أو أكثر حسب قدرته، ويُسن أن تُختم بوتر. وقد كان النبي ﷺ يُصليها مثنى مثنى، ثم يختم بركعة وتر، كما جاء في الحديث: "صلاةُ اللَّيلِ مثنَى مثنَى، فإذا خَشِيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى ركعةً واحدةً توتِرُ له ما قدْ صلَّى" (متفق عليه).

ويُستحب أن يُطيل المصلي في القراءة، ويتدبر الآيات، ويحرص على السجود والدعاء بخشوع، خاصة في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر.

فضل صلاة التهجد في رمضان

 في شهر رمضان، تكون النفوس أكثر استعدادًا للعبادة، والروح أقرب إلى الطاعة، لذلك يحرص المسلمون على إحياء التهجد في العشر الأواخر، خاصة أن قيام ليلة القدر سبب لمغفرة الذنوب، كما قال النبي ﷺ: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ" (متفق عليه).

لذلك، فإن صلاة التهجد في هذه الليالي ليست مجرد نافلة، بل هي فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، ورفع الدرجات، وتحقيق القرب من الله.

أثر التهجد على القلب والروح:

 من يعتاد على التهجد، يجد أثره في حياته، فهو صلاة تملأ القلب طمأنينة، وتزيد النفس صفاءً، وتُعين على مجاهدة الهوى والشهوات. وقد كان السلف الصالح يحرصون عليها، حتى إن بعضهم كان يُقسّم الليل بين الصلاة والدعاء والتلاوة، فلا يمر الليل دون أن يكون لهم فيه نصيب من الوقوف بين يدي الله.

ختامًا.. كيف نحافظ على التهجد بعد رمضان؟

 رمضان يُعد تدريبًا للروح، ومن أجمل ما يخرج به المسلم من الشهر الكريم هو التعود على صلاة التهجد حتى بعد انتهائه. ومن الأمور التي تساعد على ذلك:

النوم مبكرًا والاستيقاظ قبل الفجر بوقت كافٍ.

عدم الإكثار من الطعام ليلًا حتى يسهل الاستيقاظ.

تخصيص ولو ركعتين يوميًا بعد رمضان، حتى يستمر المسلم في هذه العبادة العظيمة.

مشاركة الأهل أو الأصدقاء في أداء التهجد، لتحفيز النفس على الاستمرار.

فرصة ذهبية في العشر الأواخر:

 ها نحن في العشر الأواخر، والأبواب مفتوحة، والفرصة سانحة، فلا تفوتها! فربما تكون ركعة في ظلام الليل سببًا في نورٍ أبدي يوم القيامة، وربما دمعة في السحر تُبدل صحيفة الإنسان كلها. فاجتهد، وابذل، وأرِ الله من نفسك خيرًا، لعل الله يكتب لك عتقًا من النار، ورفعًا في الدرجات، واستجابة للدعوات.