بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لماذا فضل الله الإسلام على باقي الأديان؟ .. علي جمعة يجيب

بوابة الوفد الإلكترونية

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن عدد من الأسئلة التي طرحتها الفتيات خلال برنامجه الرمضاني "نور الدين والدنيا"، والتي دارت حول مكانة الإسلام بين الأديان الأخرى، والتشدد في الدين وعلاقته بالإرهاب.

لماذا فضل الله الإسلام على باقي الأديان؟

استشهد الدكتور علي جمعة بقول الله تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ"، موضحًا أن التفاضل بين الأنبياء أمر إلهي، وليس للبشر حق في وضع المقارنات بينهم.

 وأكد أن المسلمين يؤمنون بجميع الأنبياء والرسل، ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل النبي محمد ﷺ ليكون خاتم الأنبياء، وأمر جميع البشر بالإيمان به وبما جاء في رسالته.

وأشار إلى أن الإسلام لم يأتِ لينفي الأديان السماوية السابقة، بل جاء متممًا لها ومصدقًا لما ورد في التوراة والإنجيل، مستشهدًا بقول الله تعالى: "مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ". 

ومن لم يؤمن برسالة النبي محمد ﷺ فهو ناقص الإيمان، لأن الإسلام جاء ليكمل الشرائع السابقة ويكون الدين الخاتم.

وأكد علي جمعة أن المشكلة ليست عند المسلمين، بل عند من يرفض الاعتراف برسالة النبي محمد ﷺ، مشيرًا إلى أن المسلمين يحترمون جميع الأنبياء والرسل، ولا يفرقون بينهم، كما جاء في القرآن الكريم: "لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ".

لماذا يعتبر التشدد في الدين إرهابًا؟

وفي سياق آخر، أجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال طرحته إحدى الفتيات حول علاقة التشدد بالإرهاب، موضحًا أن التشدد في الدين يخالف تعاليم الإسلام والقرآن والسنة، حيث قال الله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، كما قال أيضًا: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

وأشار إلى أن النبي محمد ﷺ أكد على أهمية السماحة في الدين، حيث قال: "إنما بعثت بالحنيفية السمحة"، كما قال: "اسمح يسمح لك"، موضحًا أن التشدد يخالف مراد الله، فالله أراد اليسر، بينما المتشدد يريد العسر والتضييق على الناس.

وأكد أن المتشدد يكون في بداية طريق يؤدي إلى الإرهاب، حيث يمر بمراحل متتالية تبدأ بالتشدد، ثم التطرف، يليه العزلة عن المجتمع، ثم اللجوء إلى العنف، وأخيرًا التحول إلى الإرهاب، مشيرًا إلى أن الإسلام يحارب هذا النهج، ويدعو دائمًا إلى الاعتدال والوسطية في جميع الأمور.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام دين الرحمة والعدل، وأن المسلمين مأمورون بالتيسير على الناس وعدم التشدد، لأن التشدد يؤدي في النهاية إلى نتائج خطيرة تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت لتحقيق مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة.