بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تواضع النبي وملاطفته لأصحابه.. دروس في الإنسانية والبساطة

تواضع النبي وملاطفته
تواضع النبي وملاطفته لأصحابه

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا متكاملًا في التواضع والبساطة، فلم يكن يفصل نفسه عن أصحابه أو يجعل بينه وبينهم حاجزًا من الكبر أو الرسمية، بل كان يعيش بينهم كواحدٍ منهم، يمازحهم، يشاركهم في طعامهم، ويعاملهم بلطف ورحمة.

موقف يعكس تواضعه ﷺ

يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنه موقفًا يبرز جانبًا من أخلاق النبي الكريم، حيث كان جالسًا يومًا، فأتى إليه النبي ﷺ وأشار إليه أن يصحبه، فأخذ بيده وسار به حتى وصلا إلى إحدى حجرات زوجاته. 

دخل النبي وأذن لجابر بالدخول، ثم سأل أهله: "هل من غداء؟" فأجابوه: "نعم"، وأُحضر له ثلاثة أقراص من الخبز.

بساطة النبي في طعامه

وضع النبي ﷺ الأقراص أمامه، ثم أخذ قرصًا ووضعه أمام جابر، وأخذ قرصًا آخر لنفسه، ثم كسر القرص الثالث إلى نصفين، ووضع نصفه أمامه والنصف الآخر أمام جابر، في صورة تعكس مشاركته للطعام وتقاسمه مع أصحابه دون تمييز أو ترفع.

ثم سأل: "هل من إدام؟" فأجابوه: "لا، إلا شيء من خل"، فقال النبي ﷺ: "هاتوه، فنعم الإدام هو"، ليضرب بذلك مثلًا في القناعة والرضا، فقد كان يرى النعمة في كل شيء، ويعلم أصحابه أن البساطة في الطعام لا تُنقص من قدر الإنسان، بل تزيده تواضعًا وشكرًا لله.

تعلم من الرسول

  1. التواضع في المعاملة: لم يكن النبي ﷺ يعامل أصحابه بفوقية، بل كان يقاسمهم طعامه، ويسأل عن حالهم، ويعاملهم كإخوة.
  2. البساطة والقناعة: كان النبي ﷺ يرضى بأبسط الطعام، ويعلم أصحابه أن البركة ليست في كثرة الأكل، بل في الرضا بما قسمه الله.
  3. المحبة والود في الصحبة: إمساكه بيد جابر وأخذه إلى بيته يعكس مدى اهتمام النبي بأصحابه، وكيف كان يسعى دائمًا لنشر المودة بينهم.

بهذا الموقف البسيط، قدم النبي ﷺ نموذجًا عمليًا للأخلاق الرفيعة التي ينبغي للمسلمين أن يتحلوا بها، ليكونوا مصدرًا للخير والمحبة في مجتمعاتهم.