علي جمعة: الخطوبة في الإسلام وعد بالزواج وليس عقدًا شرعيًا

في حلقة جديدة من برنامج "نور الدين والدنيا" الذي يُعرض على قناة "الأولى الفضائية"، تلقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عدة أسئلة من الشباب حول مفهوم الخطوبة وحدود العلاقات قبل الزواج، حيث أثارت إجاباته نقاشًا واسعًا حول الإطار الشرعي والاجتماعي للارتباط.
الارتباط دون إعلان رسمي.. هل يُعد خطوبة؟
أجاب جمعة على سؤال أحد الشباب الذي استفسر عن مدى اعتبار العلاقة بينه وبين فتاة – مع علم أهلها بذلك – خطوبة شرعية، موضحًا أن هذا لا يُعد خطوبة بالمعنى الدقيق.
وأكد أن الخطوبة في الإسلام هي إعلان رسمي يعكس نية الزواج وترتيباته المستقبلية، بينما مجرد وجود مشاعر متبادلة أو معرفة الأهل بذلك لا يعني أنها علاقة شرعية موثقة.
وأضاف أن المشاعر وحدها لا تكفي لتحديد مصير العلاقة، فقد تتغير مع الوقت عند الاحتكاك والتفاعل اليومي بين الطرفين، مشددًا على أهمية وجود إطار شرعي واضح يحفظ حقوق الطرفين ويؤكد جدية العلاقة.
كما أشار إلى أن العلاقات غير الرسمية قد تؤول إلى الانجذاب لأشخاص آخرين، مما يعكس الحاجة إلى الوضوح والالتزام بالضوابط الشرعية في أي ارتباط.
ماذا لو رفض الأهل العلاقة؟
وفي سياق متصل، تلقى الدكتور جمعة سؤالًا آخر من شاب قال: "أحببت فتاة، لكن عندما أردت أن أصارح أهلها برغبتي في الزواج بها، رفضوا.. فماذا أفعل؟".
نصح جمعة في هذه الحالة بـالكتمان وعدم التمادي في التواصل مع الفتاة، احترامًا لرغبة أهلها وتجنبًا للمشاكل الاجتماعية والدينية.
كما أوضح أن بعض المجتمعات أصبحت تتقبل مظاهر التعبير عن المشاعر أكثر من ذي قبل، بفضل التطورات الحديثة، إلا أن احترام الأعراف والتقاليد يظل أمرًا ضروريًا لضمان استقرار العلاقات.
وأكد أن الحل الأمثل لمثل هذه المواقف هو النية الصادقة والالتزام بالضوابط الشرعية، حيث يجب على الشاب إما محاولة كسب ثقة الأهل بطرق مشروعة أو الابتعاد عن العلاقة تجنبًا للوقوع في المحظورات.
الخطوبة في الإسلام.. وعد بالزواج وليس عقدًا شرعيًا
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الخطوبة في الإسلام ليست عقدًا ملزمًا، بل هي مجرد وعد بالزواج، مما يعني أن المرأة تبقى أجنبية عن خطيبها حتى يتم عقد النكاح. لذلك، من الضروري أن يلتزم الطرفان وأهلهما بالضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية، لضمان علاقة صحيحة ومباركة، تحمي الحقوق وتُرسّخ أسس الزواج الناجح.
توضح هذه الفتاوى أن الارتباط العاطفي لا يُعد خطوبة شرعية إلا إذا كان هناك إعلان رسمي يعكس نية الزواج بوضوح.
كما أن رفض الأهل لعلاقة ما يستوجب التعامل معها بحكمة واحترام، لضمان عدم الوقوع في تجاوزات شرعية أو اجتماعية قد تؤثر على مستقبل الطرفين.