يسرا منير : شعرت بالخوف ولكن تغلبت عليه بإيماني برسالتي
مصرية تسافر دول أوروبا بالدراجة بحثًا عن جمال الطبيعة

تغامر في الطريق باحثًا عن الشعوب والأماكن الجديدة... تسمع صوت الريح تعلو في الجبال العالية.. تسافر بدراجتها، تترك الروتين والمكان الرتيب، تركب بسرعة، وتستريح قليلًا، ثم تنهض سريعًا لتجوب الأرجاء، لا تلتفت إلى الخلف، تشعر بنسمات الهواء وهي تلامس وجها تشاهد الطبيعة الخلّابة، النهر يجري أمامها، والسماء تزخرفها الطيور المسبحة، تدرك قيمة الحياة وتتذكر أنها لا تدوم إلى الأبد، أنها الرحالة المصرية يسرا منير.
تعهدت يسرا على حب البيئة والحفاظ على الأرض ، فهي تحترم الطبيعة وتعشق تفاصيلها ، لذلك قررت اختيار الدراجة كوسيلتها للترحال بين الدول لحماية الطبيعة من التلوث، وتدعو الجميع للحفاظ عليها، لكي يستمتعوا بها ويعيشوا في سعادة

استغرقت شهرين لمخطط يسرا مسار رحلتها، من ألمانيا إلى إيطاليا بالدراجة ، وفي البداية انتابها الخوف والقلق، خاصة أنها ستسافر بمفردها هذه المرة، ولكن عشقها للطبيعة وحبها للتعرف على شعوب وثقافات مختلفة جعلها تتغلب على مشاعرها السلبية، وقالت سارة: "إن تعرف عادات ولغات جديدة، وتستمتع بالتنوع والتعددية، وتشعر بأنك جزء من العالم الكبير، حيث خلقك الله لرسالة، وخلق لك الطبيعة لتحرك، كل هذه جعلني أشعر بسلام ومحبة للجميع، وهرب الخوف من كياني".

بكل إصرار أخذت يسرا الدراجة صديقة دربها، لتبدأ رحلتها الجديدة متحدية المشككين في قدرتها، واختارت الحرية عنوان لمحطة انطلاقها لرحلتها الجريئة، تستكشف فيها قدراتها وتستمتع بهدايا الله من مناظر خلابة لا يصدقها العقل، 20 يومًا قطعت خلالها 500 كيلومتر، على الدراجة من بلد لآخر حتي وصلت محطتها.

وعن تحديات الرحلة، قالت يسرا إن عبور جبال الألب كان صعبا، حيث اضطررت إلى دفع الدراجة صعودًا إلى ارتفاع 1370 متر، بالإضافة إلي شدة الحرارة في بعض الأوقات، كما أنني سقطت من العجلة وحدث كسر بيدي، لذلك كنت أقوم من حين لآخر بالتخييم للاستراحة واستعادة قوتي.

واستكملت المغامرة المصرية رحلتها إلي روما إلي أن قابلت شقيقتها هناك، لتبدأ معها رحلة جديدة على الدراجات، وخططا الذهاب من روما إلى فلورنسا، وأيضًا لم تخلُ هذه الرحلة من الصعوبات ، حيث كان انحدار التلال شديد مما تسبب صعوبة في تحقيق التوازن خاصة مع حمولة الخيم الثقيل، لكن بإصرارهما وصلا لفلورنسا، بعدما استمتعا بكل لحظة في يومهم من التعارف على ناس محليين وضحكوا سويا، والتقطوا مزيدا من الصور للمناطق الطبيعية والتي تظهر وكأنها مرسومة من وحي خيال كبار الفنانين.

فلتستمر في رحلتك الجميلة، فالعالم كبير، ومهما سافرت، فلن تنتهي رحلتك أبدًا، فالحياة تستمر في الحركة. زارت يسرا أكثر من 40 دولة حول العالم، قبل أن تتجه لمغامرات السفر بالدراجات، كما زارت العديد من المحافظات المصرية بالدراجة كان آخرها الفيوم التي ساحرتها بجمال شلالاتها وكرم أهلها.