الإعلام ومواجهة الإرهاب
وسائل الاعلام تمثل العمود الفقري في مواجهة الارهاب حيث اصبح لها التاثير الاقوي علي الشعوب بشكل عام وعلي الشباب بشكل خاص حيث استطاعت خلال العقد الأخير ان تبسط سيطرتها من خلال وسائل الاتصال الحديثة مثل الفيس بوك وتويتر بجانب الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية وقد احتلت ثقافة الانترنت جانب كبير من حياة الشباب في العالم وأصبحت الرابط بينهم والمؤثر فيهم والذي من خلالة يتشبع الشاب بالثقافة والمعرفة وقد برز دور الفيس بوك بوضوح في مصر خلال ثورة 25 يناير حيث كان الساحة التي يلتقي فيها الشباب لتوحيد ارائهم في القضايا السياسية والاجتماعية وأيضا كان نقطة انطلاق للتجمعات الشبابية خلال الثورة وتكرر الامر مرة اخري في ثورة الشعب المصري ضد حكم الجماعة الإرهابية في 30 يونيو حيث بدأ الشباب ثورتة من خلال الفيس بوك ومنها انطلقت الثورة الي الشارع .
وبكل تأكيد استطاعت ثورة الانترنت في العقود الأخيرة ان تقلص دور الصحافة الورقية لصالح المواقع والبوابات الإخبارية الالكترونية حيث اصبح جانب كبير من الفئات العمرية المختلفة تستقي اخبارها من البوبات الإخبارية علي الانترنت بجانب الاعلام المرئي من خلال القنوات الفضائية الإخبارية والثقافية والفنية والرياضية في ظل غياب ملحوظ لدور التلفزيون الرسمي والذي فقد المشاهدين بسبب انحيازة الدائم للسياسات الحكومية والبطي في نقل الحدث وقد ظل التلفزيون الرسمي المصري يحتل مكانة كبيرة لدي المشاهد حتي ظهرت القنوات الفضائية والخاصة ومن هنا بدات المقارنة والتي تصب دائما في صالح الاعلام الخاص الذي يتميز بالابهار والسرعة في نقل الخبر من خلال البرامج الإخبارية وبرامج التوك شو التي اصبح لها ملايين المشاهدين في الوطن العربي وهي فكرة بدات في الإعلام الأمريكي وحققت نجاح كبير ثم انتقلت للاعلام المصري والعربي .
ولكن كيف نستغل إمكانيات مصر الإعلامية من اعلام مرئي ومكتوب ووسائل الاتصال الحديث من خلال الانترنت في مواجهة الإرهاب والاعلام المضاد الذي يتم صرف ملايين الدولارات علية من اجل التاثير علي المواطن المصري والعربي حيث استطاعت بعد القنوات الفضائية لعب دور في نشر الفوضى واثارة الراي العام من خلال قضايا ملفقة وتقارير كاذبة مثل قناة الجزيرة الإخبارية التي مازالت تساند تنظيم الاخوان الإرهابي وتبث الاخبار الكاذبة والمضللة عن مصر بجانب عدد من القنوات الأخرى التي تبث بعض الأفكار الإرهابية والتي تمولها دول معادية لاستقرار المنطقة والبعض الاخر ممول من جماعة الاخوان الإرهابية وقد استطاعت هذه القنوات لعب دور كبير في اثارة الفوضى في العديد من البلدان العربية مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن وبعض هذه القنوات تبث مواد تحرض علي العنف والطائفية وتعتمد علي التقارير الإخبارية والفيديوهات المفبركة من اجل تحقيق أهدافها ولم تكتفي الجماعات الإرهابية بتأسيس القنوات علي الأقمار الصناعية بل أسست العديد من المواقع الالكترونية والالاف من الصفحات والجروبات علي الفيس بوك لتجنيد الشباب والتاثير علية .
لذلك يجب التحرك سريعا علي مختلف المحاور لمواجهة الإرهاب في وسائل الاعلام المختلفة وذلك عن طريق القيام بعملية تطوير شاملة للتلفزيون الرسمي المصري حتي يقوم بدورة مرة اخري من خلال استقلالة التام و إعادة المصداقية له من خلال السرعة في الاداء ومخاطبة الشباب وأيضا التنسيق مع القنوات الفضائية الخاصة والتي اصبح لها التاثر الأكبر في مخاطبة الراي العام العالمي من خلال اعداد برامج بالغات المختلفة يكون الهدف منها تعريف الشعوب والحكومات الغربية خطر الجماعات الإرهابية وكشف افعلها وجرائمها لان هناك العديد من الحكومات الغربية مازلت متعاطفة معهم وأيضا يجب علي المجتمع المدني القيام بدور اعلامي مختلف من خلال مخاطبة منظمات المجتمع المدني في الدول التي مازالت تتعاطف مع بعض الجماعات الإرهابية مثل الاخوان لكشف جرائمهم من خلال اعداد الفيديوهات والوثاق التي تثبت جرائمهم وقد قامت الهئية القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية بخطوة هامة في هذ المجال من خلال إقامة مؤتمر الأسبوع الماضي تحت عنوان دور المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب والذي انتهاء باصدار بيان ختامي يحتوي علي إعداد وثيقة بعدد من اللغات المختلفة لمخاطبة منظمات المجتمع المدني في العالم لكشف الجرائم الإرهابية التي يتعرض لها الشعب المصري علي يد الجماعات الإرهابية وذلك للتاثير القوي لهذة المنظمات علي الشعوب والحكومات في البلدان الغربية .
أيضا يجب ان تقوم الجرائد والقنوات البوابات الإخبارية بانشاء صفحات وجروبات تتواصل مع الشباب علي الفيس بوك من خلال تقديم المعلومات لهم بشكل جذاب لمواجهة الصفحات التي تبث الفكر المتطرف والإرهاب وعلي جانب اخر يجب علي الحكومة القيام بجهود مكثفة في المجتمع الدولي من اجل اصدار تشريعات دولية لغلق القنوات والمواقع والصفحات التي تحرض علي العنف والتطرف والإرهاب في جميع وسائل الاعلام المختلفة .
أخيرا ... القضاء علي الإرهاب والتطرف في وسائل الاعلام المختلفة يحتاج لتضافر جهود الدولة والمجتمع المدني من خلال تحرك سريع وفعال في المجتمع الدولي .