فتوى كريمة ... وشكوى محلب
كريمة ومحلب «وقعوا فى بعض»... الدكتور أفتى بعدم قبول الحج السريع الذى ذهب إليه محلب ... ورئيس الحكومة لم تعجبه فتوى كريمة ... وأدخلنا فى فتاوى لا تفيد ... ومشكلة لسنا فى حاجة إليها فى هذه الأيام ... ولا أوافق المهندس إبراهيم محلب فى شكواه ضد الدكتور كريمة ...
ولا أتفق مع الفقيه ـ الذى أحترمه وأجله ـ فى فتواه ... لأنها فتوى إعلامية وليست فتوى شرعية ... والفقيه الجليل لم يقدم فى فتواه أدلتها ... ولا أسانيده فى إصدارها ... ولأن أحدا ـ من ذوى الصفة ـ لم يطلب منه الافتاء ... ولأن الذى يحدد القبول والرفض فى العبادات هو الله وحده ... وفتوى كريمة تدخلنا إلى جدل يشبه فتوى إرضاع الزميل فى العمل ... أو فتوى إرضاع الكبير... وفتوى كريمة أيضا تعيدنا إلى فتاوى طول الجلباب ... وحلق الشارب أم قصه... وكلها فتاوى أضرت بالدين أكثر مما أفادته ... لأنها فتاوى إما مستحيلة التطبيق ... أو أنها فتاوى تستند لآراء غريبة أو ضعيفة... أو أنها تتعارض مع الحديث النبوى «استفت قلبك وإن أفتوك»... وأظن أن الدكتور كريمة وقع فى فخ الفتاوى المثيرة ... أو فى براثن إعلام إثارة قضايا لا تنفع المجتمع ... ولا تتفق مع الظرف الذى تمر به البلاد ... وعلى الفقيه أن يكون حصيفا ... لا يدلى بفتواه إلا لصاحب الموضوع ... أو على رأى القضاء لذى الصفة ... وعلى الفقيه الجليل أن يعتذر للمجتمع على تفجير ما لا ينفع الناس من قضايا ... ولا أطلب من الفقيه أن ينسى شرع الله ... ولا أن يجامل رئيس الحكومة ... لكن أن يتخير وقت الافتاء ... وموضوعه ... ولمن يعطى فتواه.
ولا أتفق مع المهندس محلب فى شكواه للأزهر ضد فتوى كريمة... لأنه يسلك نفس المسلك... فإما أن يجامله الأزهر ويصدر فتوى بقبول حج
إننا أمام قضية مفتعلة ... ومشكلة مصنوعة... ومصر تحتاج إلى فتوى كريمة ... ولا شكوى محلب ... فلا الفتوى ستصلح أحوال الرعية ... ولا الشكوى ستحل واحدة من مشكلات الغلابة ... ولا الأزهر يملك صكوكا بقبول العبادات ...
وأولي بالفقيه أن يتفرغ للمهمة التى وهب نفسه لها وهى حرب الإرهاب ... وأولى برئيس الحكومة أن يتفرغ لحل مشكلات البلد ... ففى كلا العملين ثواب يعلم الله وحده مقداره .
Email:[email protected]