احتفالات رأس السنة حول العالم.. بين الرموز القديمة والبهجة المعاصرة
مع اقتراب لحظة استقبال العام الجديد، تتنوع الاحتفالات حول العالم ليس فقط وفقًا للتقويم الميلادي في الأول من يناير، بل وفقًا لتقاليد كل دولة وتاريخها الخاص.
احتفالات رأس السنة
كل مجتمع يضيف لمساته الثقافية والدينية التي تجعل من هذه المناسبة أكثر من مجرد تغيير في التاريخ، بل احتفالًا بالغ الرموز والدلالات.
في الصين، على سبيل المثال، يشتهر "تشونجي" أو "عيد الربيع" بالاحتفال بالعام الجديد وفق التقويم القمري. عام 2025، يحل هذا الاحتفال في 29 يناير، مع بداية "عام الأفعى".
ويتميز العيد بالديكورات الحمراء والملابس الزاهية لطرد الوحش الأسطوري "نيان"، بالإضافة إلى تبادل المظاريف الحمراء التي تحتوي على النقود، وإطلاق الألعاب النارية لجلب الحظ وحماية الأسرة من الأرواح الشريرة.

وفي فيتنام، يبدأ احتفال "تِت نجوين دان" من 28 يناير ويستمر حتى 3 فبراير، حيث تنقل المنازل إلى حالة من النظافة التامة قبل العيد اعتقادًا منهم أن ذلك يجلب الحظ السعيد، مع تزيين المنازل بالألوان الحمراء والصفراء للدلالة على الثروة والازدهار.
أما في التبت، فيحتفل السكان بـ"لوسار" الذي يبدأ من 28 فبراير ويستمر حتى 14 مارس، مع تقديم القرابين في المعابد وارتداء الملابس الجديدة، وإعداد حساء "غوثوك" الذي يحتوي على كرات عجين تحوي رموزًا للتوقعات الإيجابية للعام الجديد.

وفي تايلاند وجنوب شرق آسيا، يُعرف الاحتفال بـ"سونغكران"، ويقام من 13 إلى 15 أبريل، حيث يرش الماء على الناس كرمز للتطهير والتجديد، وتقام مراسم دينية وتقديم الهدايا لكبار السن تعبيرًا عن الاحترام والبركة.
أما الأمازيغ في شمال أفريقيا، فيحتفلون برأس السنة "يناير" في 12 يناير، مع إعداد أطباق تقليدية مثل "الطاجولة" و"البركوك"، وإشعال النيران والتجمع حول الولائم، في إشارة إلى الامتلاء والرخاء للعام المقبل.
بهذه التقاليد المتنوعة، يثبت العالم أن الاحتفال برأس السنة ليس مجرد لحظة زمنية، بل فرصة للتواصل مع التراث، وتجديد الأمل، وبث روح الفرح والتفاؤل في نفوس البشر، مهما اختلفت الثقافات والأماكن.