رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تسريب أسرار سامسونج.. كيف ساعد مهندس سابق الصين على القفز بتقنية DRAM

بوابة الوفد الإلكترونية

أثارت قضية تسريب أسرار صناعية من سامسونج للكثير من الجدل في صناعة أشباه الموصلات العالمية، بعد أن أعلنت السلطات الكورية الجنوبية الأسبوع الماضي توجيه التهم إلى عدة أشخاص، بينهم مهندس سابق بالشركة، بتسريب معلومات حساسة حول عمليات تصنيع شرائح الذاكرة DRAM إلى شركة صينية تُدعى ChangXin Memory Technologies (CXMT). 

ويُعتقد أن هذا التسريب ساهم في تسريع تقدم الصين في تصنيع شرائح الذاكرة بدقة 10 نانومتر، قبل الموعد المتوقع بسنتين، ما قد يؤدي إلى خسائر تقدر بتريليونات الوون الكوري.

وكشفت تحقيقات النيابة أن المهندس السابق كان يسجل تفاصيل دقيقة من عمليات التصنيع الحساسة بخط اليد على مدار خمس سنوات، وهو ما يشير إلى طريقة تسريب غير تقليدية ومرعبة في الوقت نفسه. 

وتمت متابعة المهندس بتهم بموجب قانون منع المنافسة غير العادلة وقانون حماية التكنولوجيا الصناعية، بعد أن تمرّد على أنظمة الحماية الرقمية الداخلية في سامسونج وسجل أكثر من 600 خطوة تصنيع حرجة بخط يده، تتضمن تفاصيل مثل نسب تدفق الغازات، وضغط المفاعلات، وإعدادات المواد الحساسة خلال مراحل الطباعة الضوئية والترسيب.

ويشير المحققون إلى أن CXMT استفادت من هذه المعلومات لتسريع دخولها سوق إنتاج ذاكرة DRAM عالية التقنية، مبتعدة عن مسار التعلم الطويل الذي كانت ستحتاجه لتحقيق نفس المستوى من الجودة والإنتاجية.

 وبحسب التقديرات، فقد استثمرت سامسونج حوالي 1.6 تريليون وون كوري على مدار خمس سنوات لتطوير تكنولوجيا DRAM بدقة 10 نانومتر، فيما تمكنت CXMT باستخدام هذه "الوصفات" المسروقة من تقليل الوقت والتكلفة للوصول إلى نسب إنتاجية مقبولة، مع إجراء التعديلات اللازمة على أدواتها وموادها الخاصة.

وكانت CXMT قد بدأت شحنات حجمية لشرائح DRAM بدقة 17 نانومتر في 2022، ثم انتقلت إلى الإنتاج بدقة 10 نانومتر في 2023، وهو تقدم مفاجئ للكثيرين نظراً للصعوبات التقنية الكبيرة التي تواجه شركات تصنيع الذاكرة دون الوصول إلى أدوات الطباعة الضوئية المتقدمة.

 وترى النيابة أن الأسرار التجارية لسامسونج لعبت دورًا مباشرًا في هذا التقدم السريع، بما في ذلك تطوير CXMT لاحقًا لتقنيات HBM المتقدمة.

ورغم أن الشركات العملاقة تستثمر بشكل كبير في أنظمة الرقابة الرقمية ومنع تسريب البيانات، إلا أن تسريب المعلومات بخط اليد يبقى تحديًا كبيرًا، فالمهندس السابق استغل هذه الثغرة بحفظ وتدوين تسلسل العمليات، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً لمراقبته أو تتبعه بفعالية عبر الأنظمة الرقمية التقليدية.

ويطرح هذا الحدث أسئلة واسعة حول حماية الملكية الفكرية في الصناعات التقنية الحساسة، ويُظهر كيف يمكن للثغرات البشرية – حتى في ظل وجود أنظمة أمنية متقدمة – أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا على المنافسة العالمية. 

كما يسلط الضوء على المخاطر التي تواجه الشركات عندما يعتمد اعتمادًا كاملًا على الأمن الرقمي دون مراقبة الأساليب التقليدية لتوثيق العمليات.

مع استمرار التحقيقات، يتابع العالم الصناعي عن كثب تطورات القضية، التي قد تشكل سابقة في كيفية تعامل الشركات مع التسريبات البشرية، وتعيد النظر في استراتيجيات حماية البيانات وحقوق الملكية الفكرية، خصوصًا في قطاع أشباه الموصلات الحيوي والمنافس بشدة.