رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

إيطاليا توقف سياسة واتساب ضد منافسي الذكاء الاصطناعي لـ Meta

ميتا Meta
ميتا Meta

أصدرت هيئة المنافسة الإيطالية (AGCM) قرارًا يقضي بتعليق سياسة جديدة كانت شركة Meta تخطط لتطبيقها على منصة واتساب بيزنس، والتي كانت تمنع الشركات من استخدام واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بالمنصة (APIs) لتوزيع روبوتات المحادثة الذكية العامة (AI chatbots) التي تطورها جهات خارجية.

ويأتي القرار بعد تحقيق مستمر بشأن احتمال استغلال Meta لموقعها المهيمن في السوق لصالح أدواتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم Meta AI، داخل واتساب. 

واعتبرت الهيئة أن هناك خطرًا كافيًا على المنافسة، حيث يمكن أن تؤدي هذه السياسة إلى تقييد الوصول إلى السوق وتطوير التقنيات في قطاع روبوتات المحادثة الذكية، ما قد يسبب أضرارًا جسيمة وغير قابلة للإصلاح على المنافسة إذا ما تم تنفيذها قبل انتهاء التحقيق.

وكانت Meta قد أعلنت عن هذه القيود في أكتوبر الماضي، وكان من المقرر تطبيقها بدءًا من يناير المقبل. وكان من شأنها الحد من وصول خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات مثل OpenAI وPerplexity، بينما تسمح بالاستمرار في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة فقط لخدمة العملاء.

الهيئة الإيطالية رأت أن هذه السياسة تمنح ميزة غير عادلة لشركة Meta على حساب مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي الخارجيين، مما يعيق الابتكار ويحد من الخيارات المتاحة للشركات التي تعتمد على الروبوتات الذكية في التفاعل مع عملائها.

 وتشير التقديرات إلى أن استمرار مثل هذه القيود قد يخلق بيئة احتكارية تقلل من قدرة المنافسين على تطوير منتجات جديدة وتحقيق نمو مستدام في السوق الأوروبي.

في السياق نفسه، فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا موازٍ لتقييم تأثير السياسة نفسها على مستوى الاتحاد الأوروبي. وتسعى المفوضية إلى التأكد من أن جميع الشركات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تمتلك فرصًا متكافئة للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة دون مواجهة عوائق غير عادلة.

من جانبها، أصدرت Meta بيانًا أشارت فيه إلى نيتها الطعن في قرار الهيئة الإيطالية، معتبرة أن السياسة كانت تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين وحماية البيانات، وليس تقييد المنافسة. ومع ذلك، يثير القرار الإيطالي تساؤلات واسعة حول مدى سيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى على الأسواق الرقمية، والقدرة على توجيه المنافسة لصالح أدواتها الخاصة، وهو ما قد يشكل سابقة مهمة لتنظيم النشاط التكنولوجي في أوروبا.

تجدر الإشارة إلى أن سوق روبوتات المحادثة الذكية يشهد نموًا متسارعًا عالميًا، حيث تعتمد الشركات على هذه الأدوات لتعزيز خدمة العملاء وزيادة التفاعل وتحسين الكفاءة التشغيلية. أي قيود على الوصول إلى منصات رئيسية مثل واتساب قد تؤثر بشكل مباشر على الابتكار وقدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على المنافسة.

وتمثل هذه القضية جزءًا من صراع أوسع بين السلطات التنظيمية وشركات التكنولوجيا الكبرى حول استخدام الذكاء الاصطناعي، وحقوق الوصول المفتوح إلى البيانات، وضرورة ضمان بيئة تنافسية عادلة تسمح للشركات المختلفة بالاستثمار والابتكار دون قيود تفضيلية.

في الوقت الحالي، ستظل السياسة المعلّقة مؤقتًا بينما تستمر التحقيقات الإيطالية والأوروبية. وينتظر المجتمع التقني والقطاع القانوني نتائج الطعون المحتملة من Meta، والتي قد تحدد مستقبل سياسات الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي، وتوضح قواعد اللعبة للشركات الناشئة والمنافسين في سوق روبوتات المحادثة.