الأوقاف: ظاهرة أطفال الشوارع تحديًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا يمس كرامتنا جميعًا
قالت وزارة الأوقاف المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ظاهرة أطفال الشوارع تعد تحدي إنساني واجتماعي وديني خطير، حيث يكون الأطفال ضحايا لظروف قاسية تؤدي إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم وتعرضهم لأبشع أنواع الاستغلال، ويؤكد المقال أن علاج هذه الظاهرة هو واجب ديني وإنساني على المجتمع بأكمله، كما يقدم مجموعة من الحلول المتكاملة التي تشمل الوقاية، التأهيل، وإعادة الدمج.
ظاهرة أطفال الشوارع
وأوضحت الأوقاف أن أطفال الشوارع يمثلون تحديًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا يمس كرامتنا جميعًا، فضلًا عن إنهم ضحايا ظروف قاسية يستحقون منا وقفة جادة وعملًا مخلصًا لانتشالهم من براثن الإهمال والاستغلال.
"أطفال الشوارع" في ميزان الشرع والإنسانية
وأضافت الأوقاف أن أطفال الشوارع ليسوا مجرمين ولا جانحين بطبيعتهم، بل هم ضحايا، أطفال سُلبت منهم طفولتهم، حُرموا من أبسط حقوقهم التي كفلها لهم ديننا الحنيف والفطرة السليمة: حق التعليم، وحق الصحة، وحق الأمان، أُجبروا على مواجهة قسوة الحياة في سن غضة، فأصبحوا عرضة للعنف، والاستغلال الجنسي، والإدمان، والأمراض، ويعيشون في دوامة من الفقر واليأس لا قبل لهم بها، إنهم مرآة تعكس الخلل في بنية مجتمعنا، ونداء عاجل لنا جميعًا.
مفهوم أطفال الشوارع
وعرفت الأوقاف أطفال الشوارع بأنهم أولئك الذين اضطروا بحكم ظروف قاهرة أن يتخذوا من الشارع مأوى لهم بشكل دائم أو شبه دائم، يفتقرون للحماية والرعاية الأسرية الكافية، وهم فئات مختلفة:
كما أن أطفال الشوارع يقيمون في الشارع تمامًا: ليس لهم مأوى سوى الشارع، ينامون في العراء(الحدائق العامة – أرصفة الشوارع)، تحت الجسور، أو في المباني المهجورة.
أطفال يعملون في الشارع ويعودون إلى منازلهم: يقضون معظم النهار في الشارع للعمل في (التسول، بيع السلع البسيطة، جمع القمامة) ثم يعودون إلى منازل فقيرة أو أسر مفككة.
ملامح وأضرار تئن منها النفوس وتقشعر لها الأبدان
وأكدت الأوقاف أن ظاهرة أطفال الشوارع تُخلف وراءها سلسلة من الأضرار والآثار السلبية المدمرة، التي لا تقتصر على هؤلاء الأطفال فحسب، بل تمتد لتفتك بالمجتمع كله:
ضياع مستقبلهم الدنيوي والأخروي: يُحرمون من التعليم، ويتعلمون السلوكيات المنحرفة من بيئة الشارع، مما يدفعهم إلى الانحراف، ويُحوّلهم إلى محتالين أو مجرمين أو متسولين، فيضيع مستقبلهم في الدنيا وتُهدد آخرتهم.
تدهور صحتهم وأمراض تفترس أجسادهم الضعيفة: يتعرضون لأمراض خطيرة بسبب سوء التغذية وتناول الأطعمة الفاسدة، والإقامة في أماكن تفتقر لأدنى معايير النظافة.
اضطرابات نفسية وعقلية تدمر أرواحهم: يعانون من ضغوط نفسية شديدة تولد الكراهية والانكسار، وتضعف صحتهم العقلية والنفسية.
التعرض لأبشع أنواع الاستغلال والإساءة: هم صيد سهل للجماعات الإجرامية التي تمتهن البغاء، والاتجار بالبشر، واستغلالهم في الدجل والشعوذة، وترويج المخدرات. تشير الإحصائيات الموثقة إلى أعداد صادمة لأطفال يُستغلون في الدعارة، والمواد الإباحية، ويقعون ضحايا للاتجار بالبشر.
تفاقم الجريمة المنظمة في المجتمع: يصبحون أدوات في أيدي العصابات، يُستخدمون في عمليات السطو، السرقة، وتوزيع الممنوعات، مما يؤثر على الأمن العام ويهدد استقرار الأوطان.
انتشار الانحراف والإدمان: لغياب الرادع يلجأون إلى المخدرات والخمور والسجائر، وتنتشر بينهم الانحرافات الجنسية، مما يسهل زجهم في عالم الجريمة، وينقل هذه الآفات إلى أطفال آخرين يتعاملون معهم.