كارثة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا تهدد بأزمة إشعاعية جديدة
تتصاعد المخاوف في أوكرانيا بعد تعرض "الغطاء الأمني الجديد" في محطة تشيرنوبيل النووية لهجوم مباشر بطائرة مسيرة روسية ما يضع الموقع أمام احتمال وقوع كارثة إشعاعية جديدة تهدد المنطقة بأكملها.
شهدت أوكرانيا تهديدا خطيرا لسلامة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بعد تعرض "الغطاء الأمني الجديد" لضربة طائرة مسيرة روسية في فبراير الماضي.
مما أحدث ثقبا كبيرا في هذا الغلاف الحديث المصمم لحماية المفاعل الرقم 4 من تسرب المواد المشعة إلى الغلاف الجوي، في تحذير يعيد المخاوف النووية إلى الواجهة بعد مرور نحو أربعة عقود على الحادث النووي الكارثي في أبريل 1986.
أعمال تصليح طويلة الأمد لمواجهة الخطر
أوضح مدير محطة تشيرنوبيل سيرغي تاراكانوف أن أعمال الإصلاح مستمرة منذ عشرة أشهر عقب الضربة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات من ثلاث إلى أربع سنوات قبل أن يصبح "الغطاء الأمني الجديد" قادرا على أداء وظيفته بالكامل.
وأكد تاراكانوف أن الغطاء لا يؤدي حاليا وظيفته في احتواء المواد المشعة، مما ينسجم مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول المخاطر المحتملة.
واستخدم الفنيون شبكة واقية لتغطية الحفرة الناتجة عن الضربة، لكن ما زال هناك أكثر من ثلاثمئة حفرة بحاجة للسد، نتجت أثناء جهود الإطفاء لإخماد الحرائق التي اندلعت بعد الهجوم.
وشوهدت سقالات تمتد داخل الغطاء العملاق، الذي بلغت تكلفته مليارات الدولارات، وصولا إلى السقف البالغ ارتفاعه مائة متر، مع بقاء قطع الحطام المحترق مكشوفة على الأرض بحسب مراقبين زاروا الموقع في ديسمبر.
تهديد روسي مستمر
سيطرت القوات الروسية على موقع تشيرنوبيل في الأيام الأولى للحرب قبل أن تنسحب بعد أسابيع، ما أثار تحذيرات أوكرانية متكررة من استهداف محطاتها النووية، إذ يمكن أن يؤدي أي هجوم جديد إلى وقوع كارثة كبيرة.
وأدى هجوم روسي في كتوبر على محطة فرعية قرب تشيرنوبيل إلى انقطاع إمدادات الطاقة عن "الغطاء الأمني الجديد".
ومع ذلك، أشار سيرغي تاراكانوف إلى أن مستويات الإشعاع ظلت مستقرة وضمن الحدود الطبيعية.
ويتابع المهندس إيفان تيخونينكو 19 جهاز استشعار ووحدة كشف في غرفة التحكم الحديثة، حيث يراقب حالة الموقع باستمرار.
وأضاف أن جزءا من مئة وتسعين طنا من اليورانيوم الموجود في المحطة عام 1986 انصهر وتدفق إلى قلب المفاعل وغرفة المفاعل الفرعي، وما زال موجودا هناك، ما يجعل أي هجوم روسي آخر أو قصف قوي في الجوار قادرا على انهيار الدرع الداخلي للوقاية من الإشعاع.
وشدد تاراكانوف على أن أي صاروخ أو طائرة مسيرة تضرب الموقع مباشرة أو قربه قد يؤدي إلى زلزال صغير في المنطقة، مؤكدا أن "لا أحد يستطيع ضمان بقاء الهيكل الواقي قائما بعد ذلك، وهذا هو التهديد الرئيسي".