رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مصر وجنوب إفريقيا مباشر يلا شوت.. حين تتحول القمة إلى صراع تاريخي

مصر وجنوب إفريقيا
مصر وجنوب إفريقيا مباشر يلا شووت

لا تُعد مواجهة مصر وجنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا 2025 مجرد مباراة في دور المجموعات، بل هي فصل جديد في واحدة من أعرق وأشد rivalries سخونة في تاريخ الكرة الإفريقية، حيث يلتقي الشمال بالجنوب في صدام يعكس تحولات موازين القوة داخل القارة السمراء على مدار أربعة عقود.

قبل انطلاق المواجهة المرتقبة في مدينة أغادير المغربية ضمن منافسات المجموعة الثانية، يبرز اسم حسام حسن كأحد أكثر الشهود التصاقًا بتاريخ هذا الصراع. القائد التاريخي للفراعنة، الذي خاض ما يقرب من 200 مباراة دولية لاعبًا ومدربًا، يدرك تمامًا كيف أسهمت مباريات مصر وجنوب إفريقيا في رسم ملامح كرة القدم الإفريقية الحديثة.

حسام حسن، الذي تُوّج بأول ألقابه القارية لاعبًا عام 1986، بدأ مسيرته الدولية في زمن كانت فيه البطولة محدودة المشاركة، فيما كانت جنوب إفريقيا غائبة تمامًا عن المشهد القاري بسبب الحظر الدولي المفروض عليها آنذاك نتيجة نظام الفصل العنصري. في تلك الحقبة، اقتصرت البطولة على ثمانية منتخبات فقط، مقارنة بـ24 منتخبًا يشاركون اليوم في النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة.

ومع نهاية التسعينيات، تغيّرت الخريطة. جنوب إفريقيا عادت إلى الواجهة بعد التحول الديمقراطي وانتخاب نيلسون مانديلا رئيسًا، وبدأت في فرض نفسها كقوة كروية صاعدة، حين استضافت وتُوجت بلقب أمم إفريقيا 1996، في وقت كان فيه الأهلي والزمالك وأندية شمال إفريقيا تفرض هيمنتها القارية.

في نهائي 1998، الذي لا يزال محفورًا في الذاكرة، استعادت مصر هيبتها القارية بفوزها على جنوب إفريقيا بهدفين دون رد، في مباراة جسّدت صراع الأجيال والخبرة، وقادها حينها حسام حسن بكفاءة لافتة، مؤكّدًا استمرار التفوق المصري في تلك المرحلة.

لكن الذكريات لا تحمل دائمًا طابع الانتصار للمصريين. ففي نسخة 2019، وعلى استاد القاهرة وأمام أكثر من 75 ألف مشجع، تلقى المنتخب المصري واحدة من أقسى صدماته، بعدما أطاحت به جنوب إفريقيا من دور الـ16 بهدف قاتل، في مشهد صمتت فيه المدرجات وتحوّل إلى جرح مفتوح في الذاكرة الكروية المصرية.

اليوم، يدخل المنتخبان المواجهة الجديدة وهما يتقاسمان صدارة المجموعة بعد فوز كل منهما في الجولة الأولى. مصر تجاوزت عقبة زيمبابوي بصعوبة، بفضل هدف متأخر من محمد صلاح أنقذ الفراعنة من تعثر مبكر، بينما حققت جنوب إفريقيا فوزًا صعبًا على أنغولا، أعادها بقوة إلى دائرة المنافسة.

يعكس هذا الصدام أيضًا مواجهة اقتصادية ورياضية بين أكبر اقتصادين في إفريقيا، حيث تمتلك الدولتان أقوى الدوريات المحلية وأكثرها استقرارًا. ويكفي أن مدرب جنوب إفريقيا هوجو بروس قادر نظريًا على الدفع بتشكيلة كاملة من لاعبي ماميلودي صنداونز وأورلاندو بايرتس، فيما يعتمد حسام حسن على كتيبة مدججة بلاعبي الأهلي وبيراميدز، أبطال القارة في السنوات الأخيرة.

ورغم قوة العناصر المحلية، فإن الفارق الحقيقي يبقى في الأسماء العالمية، وعلى رأسها محمد صلاح وعمر مرموش، اللذان يمثلان رأس الحربة في مشروع مصر القاري، ويمنحان الفراعنة أفضلية هجومية لا يمكن تجاهلها.

في تصريحات أعقبت الفوز على زيمبابوي، اعترف حسام حسن بأن الحظ لم يكن حاضرًا بالشكل الكافي، مؤكدًا أن الأداء سيتحسن مع تقدم البطولة، فيما شدد مدرب جنوب إفريقيا على أن فريقه تلقى "درسًا مهمًا" في الجولة الأولى، متعهدًا برد فعل أقوى أمام مصر.