مجمع إعلام أسيوط ينظم ندوة حول الحروب الجديدة وتأثيرها
نظم مجمع إعلام أسيوط ندوة موسعة سلطت الضوء على الحروب الجديدة وتأثيراتها المباشرة على الأمن القومي المصري في إطار جهود توعية المواطنين بمخاطر التضليل الإعلامي والحروب النفسية.
نظم مجمع إعلام أسيوط ندوة موسعة حول الحروب الجديدة ومردودها على الأمن القومي المصري، وذلك في قاعة المؤتمرات بالمجمع، تحت إشراف الإعلامية عبير جمعة حسين مدير مجمع إعلام أسيوط، وبإدارة فاطمة أحمد اخصائي إعلام أول بمجمع إعلام أسيوط.
وشارك في الندوة ممثلون عن مراكز الشباب ومكلفات الخدمة العامة وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة أسيوط، ضمن الحملة الإعلامية التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار «اتحقق.. قبل ما تصدق» بتوجيهات الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة والدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة، وبإشراف حمدي سعيد رئيس الإدارة المركزية لإعلام شمال ووسط الصعيد.
استعرض الحاضرون مفهوم الحروب الجديدة
قدم اللواء عبدالسلام مك، الخبير الأمني والاستراتيجي وعضو هيئة التدريس بالكلية الحربية، محاضرة شاملة تناول خلالها طبيعة الحروب الجديدة باعتبارها أنماطا غير تقليدية من الصراع، لا تقتصر على المواجهة العسكرية المباشرة، بل تشمل الإعلام، الاقتصاد، السياسة، التكنولوجيا، والفضاء السيبراني.
وأوضح أن هذه الحروب تستهدف العقول قبل الحدود، وتعمل على نشر الشائعات، وتزييف الوعي، والتشكيك في مؤسسات الدولة، وإضعاف الثقة بين المواطن ومصادره الوطنية، مؤكدا أن خطورتها تكمن في قدرتها على التأثير دون استخدام القوة المسلحة.
وأشار اللواء عبدالسلام مك إلى التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للحروب الجديدة على الأمن القومي المصري، مشددا على أن مصر تواجه تحديات مركبة تتطلب وعيا شعبيا متقدما، وتكاملا فعالا بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والإعلام الوطني، مع التأكيد على أن حماية الأمن القومي لم تعد مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل أصبحت مسؤولية مجتمعية مشتركة تبدأ من وعي الفرد وقدرته على التحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الأخبار المغلوطة أو الحملات الموجهة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الإحباط وفقدان الثقة.
دور الإعلام والشباب في مواجهة الحروب
ركز اللواء عبدالسلام مك على أهمية الإعلام الواعي في مواجهة حروب المعلومات، مؤكدا أن الإعلام الوطني يمثل خط الدفاع الأول عن الدولة من خلال تقديم محتوى مهني وموثوق، والالتزام بالدقة والشفافية، والتصدي السريع للشائعات، بما يسهم في بناء رأي عام مستنير قادر على الفهم والتحليل.
وأكد على دور الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر استهدافا في حروب الجيلين الرابع والخامس، داعيا إلى تأهيلهم فكريا وثقافيا، وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم، وتعزيز انتمائهم الوطني، ليصبحوا عناصر فاعلة في حماية المجتمع من مخاطر التضليل الإعلامي والحرب النفسية.
وشدد على ضرورة الاستخدام الواعي لمساحات التواصل الاجتماعي، ووجوب التأكد من مصادر الأخبار قبل تداولها، نظرا لأهميتها الكبيرة كساحة رئيسية للصراع وبث الشائعات.
اختتمت الندوة بتوصيات مهمة لتكثيف اللقاءات التوعوية بمراكز الشباب والمؤسسات التعليمية، وتوسيع نطاق الحملة الإعلامية «اتحقق.. قبل ما تصدق» للوصول إلى أكبر عدد من المواطنين، بما يعزز الوعي الوطني ويحد من مخاطر الحروب الجديدة.
شهدت الفعالية تفاعلا ملحوظا من الحضور، حيث طرحت العديد من التساؤلات والمداخلات التي عكست وعيا متزايدا بأهمية الدور الفردي في دعم استقرار الدولة.







