الرسالة الأخيرة لطائرة رئيس الأركان الليبي تكشف تفاصيل صادمة عن تحطمها
تسببت آخر رسالة أرسلتها طائرة الفريق أول ركن محمد الحداد رئيس أركان الجيش التابع لحكومة عبد الحميد الدبيبة الليبية في إثارة حالة من الغموض والترقب حول أسباب تحطمها المأساوي قرب العاصمة التركية أنقرة مساء الثلاثاء.
حيث أبلغت الطائرة عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري قبل انقطاع الاتصال بشكل مفاجئ، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حاسمة حول الملابسات الحقيقية للحادث وتأثيره على المشهد العسكري والسياسي في ليبيا.
مقتل محمد الحداد في تحطم طائرة رسمية قرب أنقرة تركيا
شهدت ليبيا صدمة كبرى مساء الثلاثاء بعد إعلان مقتل محمد الحداد رئيس أركان الجيش التابع لحكومة عبد الحميد الدبيبة في حادث تحطم طائرة رسمية من طراز فالكون 50 قرب العاصمة التركية أنقرة وسط فقدان جميع مرافقيه مما يفتح ملف التساؤلات حول أسباب الحادث وتأثيره على المشهد العسكري والسياسي في ليبيا.
مقتل محمد الحداد ومرافقيه في تركيا
أكدت مصادر رسمية ليبية وتركية أن طائرة الفريق أول ركن محمد الحداد ومرافقيه تحطمت مساء الثلاثاء أثناء عودتها من زيارة رسمية إلى أنقرة تركيا.
وقد أقلعت الطائرة بعد اجتماع مع كبار قادة المؤسسة العسكرية التركية لمناقشة ملفات التعاون الدفاعي والعسكري المشترك بين البلدين.
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عبر حسابه الرسمي وفاة محمد الحداد ومرافقيه في حادث مأساوي، شمل أربعة من أبرز الشخصيات العسكرية، وهم: الفريق ركن الفيتوري غريبيل رئيس أركان القوات البرية، العميد محمود القطيوي مدير جهاز التصنيع العسكري، محمد العصاوي دياب مستشار رئيس الأركان، ومحمد عمر أحمد محجوب المصور بمكتب إعلام رئاسة الأركان العامة.
وأكدت السلطات التركية أن الطائرة واجهت ظروف طارئة أدت إلى طلب الهبوط الاضطراري بالقرب من أنقرة، قبل أن ينقطع الاتصال بها تماما.
وكشف وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن فقدان الاتصال حدث بعد دقائق من طلب الهبوط الاضطراري، دون تسجيل أي نداء استغاثة من الطائرة، فيما أشارت فرق الطوارئ إلى انفجار قوي قبل سقوطها، وتوزع الحطام في مساحة واسعة مما يرجح تعرض الطائرة لانفجار قبل ارتطامها بالأرض.
الرحلة الرسمية وأهمية لقاءات أنقرة
قاد الفريق أول ركن محمد الحداد الوفد الليبي في زيارة رسمية إلى أنقرة صباح الثلاثاء حيث التقى وزير الدفاع التركي يشار غولر ورئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو.
وناقش الوفد ملفات التعاون العسكري والدفاعي المشترك، بما يشمل الدعم اللوجستي والتدريب المشترك وتصنيع الأسلحة.
جاء حادث مقتل محمد الحداد في توقيت حساس حيث كانت هذه الزيارة تهدف لتعزيز التنسيق العسكري بين ليبيا وتركيا، ما يجعل التساؤلات حول ملابسات الحادث وارتباطه بالملفات العسكرية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
آخر رسالة الطائرة تكشف عن عطل كهربائي
كشف مسؤول تركي عن آخر رسالة أرسلتها طائرة الفريق أول ركن محمد الحداد قبل تحطمها، حيث أبلغت الطائرة مركز مراقبة الحركة الجوية عن حالة طوارئ بسبب عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري.
ووفق برهان الدين دوران رئيس مديرية الاتصالات في الرئاسة التركية، فقد أرسلت الطائرة التي كانت تقل الحداد وأربعة من مرافقيه وثلاثة من أفراد الطاقم رسالة عاجلة بسبب العطل الكهربائي قبل انقطاع الاتصال بها تماما.
وأكد الوزير التركي علي يرلي قايا أن الطائرة التي أقلعت من مطار أنقرة إيسنبوغا كانت متجهة إلى طرابلس وطلبت الهبوط اضطراريا، لكن لم يتم التمكن من التواصل معها بعد ذلك، ما يؤكد الطابع المفاجئ والخطر للحادث.
التحرك الليبي بعد الحادث
أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تعليمات عاجلة بتشكيل خلية أزمة للتواصل مع الجانب التركي ومتابعة التحقيقات، وذلك لضمان نقل الجثامين ومتابعة التحقيقات والتنسيق مع وزارة الدفاع والمؤسسات العسكرية، وضمان استمرار مهام المؤسسة العسكرية الليبية دون ارتباك.
يعد الفريق أول ركن محمد الحداد أحد أبرز القادة العسكريين في ليبيا خلال العقد الأخير، وله دور بارز في إعادة تنظيم القوات وتحسين التدريب والتنسيق بين الوحدات العسكرية.
كما كان له دور مهم في مسار التهدئة بين الأطراف المتنازعة، ما يجعل مقتله ضربة كبيرة للمؤسسة العسكرية وتأثيرها على التوازنات السياسية والعسكرية في البلاد.
التحقيقات والملابسات المحتملة
أعلنت السلطات التركية عن فتح تحقيق موسع يشارك فيه خبراء طيران لتحليل بيانات الرحلة وتسجيلات الصندوق الأسود لتحديد الأسباب الحقيقية للتحطم.
ويستبعد حتى الآن التأكيد على ما إذا كان الحادث ناجم عن خلل فني أو انفجار داخلي أو عمل تخريبي، إلا أن السيناريوهات الأولية تشير إلى العطل الكهربائي كسبب مباشر.
كما تم تحويل مسارات عدد من الرحلات الجوية بعيدا عن مطار أنقرة لضمان سلامة حركة الملاحة الجوية أثناء التحقيق، ما يعكس جدية الحادث وخطورته.
تداعيات الحادث على المشهد الليبي
يشكل مقتل محمد الحداد ومرافقيه صدمة كبيرة للمؤسسة العسكرية الليبية، ويترك فراغا قياديا يؤثر على الملفات العسكرية، والعلاقات مع تركيا، والتوازنات السياسية، وقدرة حكومة الدبيبة على إدارة المرحلة المقبلة في غياب أبرز قياداتها العسكرية.
يبقى السؤال الأساسي عن كيفية التعامل مع هذا الفراغ وتأثيره على التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا بعد هذا الحادث المؤلم، وسط متابعة دقيقة للتحقيقات التي قد تستمر لأسابيع وربما أشهر قبل الإعلان عن النتائج النهائية.
