رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رحيل فينس زامبيلا.. أحد أبرز صُناع ألعاب التصويب في العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

فقدت صناعة ألعاب الفيديو أحد أهم أعمدتها برحيل المطوّر الأميركي فينس زامبيلا، الاسم الذي ارتبط لسنوات طويلة بصعود ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول وتحولها إلى ظاهرة ثقافية عالمية. 

ووفقًا لتقارير إعلامية محلية في لوس أنجلوس، لقي زامبيلا مصرعه في حادث سير مروّع وقع يوم الأحد، بعدما اصطدمت سيارته في حادث فردي أودى بحياته وحياة شخص آخر لم يتم الكشف عن هويته، وكان زامبيلا قد بلغ من العمر 55 عامًا.

خبر الوفاة شكّل صدمة واسعة داخل مجتمع الألعاب، ليس فقط لأن زامبيلا كان لا يزال في قمة عطائه المهني، بل لأنه كان أحد العقول المؤسسة لأهم سلاسل الألعاب التي غيّرت وجه الصناعة خلال العقدين الماضيين، وعلى رأسها Call of Duty وTitanfall وApex Legends، إلى جانب قيادته مؤخرًا لسلسلة Battlefield.

ارتبط اسم فينس زامبيلا ببدايات سلسلة Call of Duty، بعدما كان أحد المؤسسين الرئيسيين لاستوديو Infinity Ward، الذي خرجت منه أولى إصدارات اللعبة التي أعادت تعريف ألعاب التصويب الحربية.

 وخلال السنوات الأولى من إطلاق السلسلة، لعب زامبيلا دورًا محوريًا في ترسيخ أسلوب لعب يعتمد على الواقعية السينمائية والإيقاع السريع، وهو ما جعل Call of Duty تتحول بسرعة إلى واحدة من أنجح العلامات التجارية في تاريخ الترفيه الرقمي.

وبالرغم من مغادرته Infinity Ward لاحقًا، فإن البصمة التي تركها في السلسلة ظلت حاضرة، وأصبحت مرجعًا لصنّاع الألعاب المنافسين، وساهمت في رفع سقف التوقعات لدى اللاعبين حول جودة ألعاب التصويب.

في عام 2010، شارك زامبيلا في تأسيس Respawn Entertainment، الاستوديو الذي مثّل مرحلة جديدة في مسيرته المهنية، ومن خلاله، أطلق سلسلة Titanfall التي قدمت مفاهيم مبتكرة في الحركة والقتال، وكسرت الجمود الذي بدأ يتسلل إلى ألعاب التصويب التقليدية.

لكن الإنجاز الأبرز لزامبيلا في تلك المرحلة كان الإشراف على تطوير Apex Legends، اللعبة التي أعادت تعريف ألعاب الباتل رويال بأسلوبها السريع وشخصياتها الفريدة ونظام اللعب الجماعي القائم على التعاون الذكي. نجاح Apex Legends لم يكن مجرد نجاح تجاري، بل أكّد أن زامبيلا يمتلك القدرة على قراءة تحولات السوق والتفاعل مع أذواق اللاعبين المتغيرة.

لاحقًا، استحوذت شركة Electronic Arts على Respawn Entertainment، ليواصل زامبيلا عمله تحت مظلة واحدة من أكبر شركات النشر في العالم، دون أن يفقد هويته الإبداعية.

في السنوات الأخيرة، تولّى فينس زامبيلا قيادة استوديو DICE في لوس أنجلوس، كما أصبح المسؤول الأول عن تطوير وإدارة سلسلة Battlefield، إحدى أعرق سلاسل ألعاب التصويب. وجاء ذلك في وقت كانت فيه السلسلة بحاجة إلى إعادة ضبط المسار واستعادة ثقة الجمهور.

ومع إطلاق Battlefield 6 في وقت سابق من هذا العام، كان زامبيلا حاضرًا بقوة في المشهد، واضعًا خبرته الطويلة في خدمة إعادة إحياء السلسلة، ومحاولًا المزج بين روح Battlefield الكلاسيكية ومتطلبات الجيل الجديد من اللاعبين.

شركة EA عبّرت عن حزنها العميق في بيان رسمي، قالت فيه إن رحيل فينس زامبيلا يُعد خسارة لا يمكن تصورها، مؤكدة أن تأثيره في صناعة ألعاب الفيديو كان عميقًا وواسع النطاق. وأضاف البيان أن زامبيلا لم يكن مجرد مطوّر ألعاب، بل كان صديقًا وقائدًا ورؤية إبداعية ألهمت ملايين اللاعبين والمطورين حول العالم.

وأكدت EA أن إرث زامبيلا سيظل حاضرًا في الطريقة التي تُصنع بها الألعاب وفي الكيفية التي يتواصل بها اللاعبون مع العوالم الرقمية، مشيرة إلى أن أفكاره ستبقى مرجعًا لأجيال قادمة من صنّاع الألعاب.

رحيل فينس زامبيلا لا يعني فقط فقدان مطوّر ناجح، بل خسارة شخصية كان لها دور أساسي في تشكيل هوية ألعاب التصويب الحديثة. من Call of Duty إلى Apex Legends، ومن Titanfall إلى Battlefield، ترك زامبيلا أثرًا واضحًا في كل مشروع شارك فيه، وكان دائم السعي لتقديم تجربة لعب تحترم عقل اللاعب وتمنحه مساحة للمتعة والتحدي.

ومع أن الحادث أنهى مسيرته بشكل مفاجئ ومؤلم، فإن اسمه سيظل محفورًا في تاريخ صناعة الألعاب، بوصفه واحدًا من القلائل الذين استطاعوا الجمع بين النجاح التجاري والابتكار الإبداعي، وصناعة ألعاب لا تُنسى.